الاثنين، 16 فبراير 2009

أمي الحبيبة منيرة الأتاسي التي ألهمتني أنبل معاني القيم الإنسانية بتضحيتها




بسم الله الرحمن الرحيم

سيرة ذاتية

مكرمشة !!
وبالعامية الشامية مجعلكة جدا وبالحمصية مجعوكي وبالفلسطينية مفعطة !


سلام عدنان إنجيله

روائي ومجعلك ديكور وأزياء ومؤخرا مجوهرات, وصفيف حروف وكلمات تراجيدية من الطراز الأول.

الجزء الأول

قبل أن نفتح المكرمشة الأولى :


قلب أوراق الذاكرة ,, وضرب كفا على كف , يا للهول ... لطالما كرمش الكثير من أوراقها بعدما أتعب نفسه في تسطيرها , ومزجها بكثير من الدمع والألم والحزن المقيم .
كيف سيبحث عنها الآن في سلال مهملات النفس ,, أم أنه يسهل إلتقاطها بسرعة فهي محفورة في الذاكرة كنقش حجري بات أيقونة للأسى الذي لا ينتسى كما كررت جدته أم عدنان رحمها الله على مسامعه هذا المثل الدمشقي كثيرا ولكنه في تلك الفترة مع صيف عام 1985 كان يعتقد أنها تبالغ , وأن المستقبل مشرق , ولا يجب أن ننظر للماضي ونجتر مآسيه !

لقد قرر أن يهمل الأوراق الحزينة كثيرا وعلى فترات متباعدة ,, كثيرا ما كرمشها بنزق وبعثرها أمامه ورمى العديد منها في سلة المهملات .. قطع أوصال مذكراته مرارا وتكرارا , مزق من الدفتر أوراقا وكرمشها , وأحرق أخرى وقصقص من بعضها الآخر سطورا ووريقات ......ولكن لم يأت على فائدة ترجى!! لقد بدأت تفقد مغزاها , لا يمكن أن يقرأها عاقل مقطعة مفككة .. ويستوعب منها ما يجب أن يعيه ! لأنها تشكل حلقات في سلسلة أيام وليالي الحياة المريرة التي عاشها.

هل تسمح مساحة البوح بالحديث عن كل شيء ؟

أم أنها ستكون شذرات ولقطات تومض خاطفة ... دمعة من ذلك الزمن الذي ولى , وبسمة من تلك اللحظة التي سمحت , وضحكة نادرة من
تلك الأيام التي مالبثت أن أغلقت أبوابها وأدارت ظهرها .

هل العدالة الإجتماعية .. مستحيلة فعلا .. أم أنها تحققت فقط في وجود الحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
في مدينته الفاضلة التي شعشع نورها يوما فأنقذ أهل فارس والروم من الظلم الإجتماعي !

هل كان طرفة بن العبد محقا في بيته الذي علق يوما على جدران الكعبة المشرفة
أم أنه قدر من الله يرفعه به عنده ويكفر به عنه سيئاته

هل سيدفن في وطنه يوما أم سيظل يردد مع من يرددون :
أنا يا عصفورة الشجن مثل عينيك بلا وطن

سأل نفسه بغصة !
وهل هناك قبر آمن في وطني أطمئن به على جسدي ..أوعظامي ؟!

إذا كانت الحياة لم تعد سهلة وبتلك البساطة
وأصبحت تتطلب الكثير من
المهارات والمداراة !

هل فشل في المداراة لأنه لا ينافق مع أحد !
وأصبح قادرا على تعليم المهارات والتدريب
بل وتأليف عصارة تجربته وخبرته بها
لأنه إكتسب العديد منها بجدارة

هل ضاع العمر هدرا مهدورا
أم صرفه في ما يرضي الله جل جلاله ؟!

وأصبحت قادرا أن ألقي العديد من المحاضرات
وأصورها وأبثها على موقعي

في أعقد المسائل التي لازال يبحث فيها العلماء ولم يلملموا شعثها !

هل قضاء ما يقارب 25 سنة والتجول تحت أروقة المكتبات العامة والخاصة

يكفي ؟!

أم لا زال هناك وقت يجب أن ينتظره حتى يزداد معرفة وتصقل موهبته في الكتابة أكثر

لا ... لن أنتظر أكثر

صرخ مع من صرخ في تلك حرب الشتاء تلك التي وصل صقيعها لقلبه .

لقد كانت حرب غزة بأيامها ولياليها ال 22 كافية لتنكأ كل الجراحات.

كانت بدايتها في

27 ديسمبر وهو اليوم الذي لا أحبه

وفي المرة الوحيدة التي حاول أن يفرح بها حصلت كارثة من ذلك المنافق القذر
بعد عدة أيام قلائل

لم تكن السعادة حليفته فيما إنصرم من أيام حياته !

ولا يعتقد أنها ستحالفه يوما طالما هناك إحتلال في فلسطين

ما إن ظن يوما أن ذلك الإحساس العاطفي البشري الذي يدعى سعادة ! سيدخل داره إلا وسرعان وما كشف الله نوايا ذلك المنافق
الذي كان همه حفنة من الريالات ليته أخذها دون تمثيليته القذرة التي كانت من أشنع ما يكون

وصفته زوجته يوما ...... بال.... ولكنها فعلا ظلمت ال.......
وزوجته ليست بأفضل منه بل ربما هي أقذر
لقد كانت تحرك اللعبة كلها وتغدق بعواطف أمومة فياضة !
ولكنها والله أعلم كانت تريد تبني الحسابات البنكية لا صاحبها !

هل اليهود الصهاينة أقسى علينا من بعض المسلمين
أم أننا نحن اللذين فرطنا في أخلاقنا وقيمنا من أجل المادة والدينار !
فبتنا أقسى على أنفسنا وفيما بيننا , من الصهاينة أنفسهم !

أم هم اللذين زرعوا هذه المادية في بعضنا !
أم أن الإنسان المادي فيه شيئا من يهودية !

كيف سيتحدث عن نفسه ؟!
هل سيفضحها قبل فضح غيره ؟!
كل إبن آدم خطاء !

هل يستخدم الرمز !
أم يستخدم الإفصاح !

هل تكفي الروايات أم لا بد من سيرة مكرمشة الأوراق !

هل يجب أن نعترف بإنسانية الصهاينة بعدما فعلوه بنا ؟

لكنهم لم يعاملونا كبشر !

يستعلون علينا وعلى البشرية , هذه هي نظرتهم للغير !

لماذا لا أنظر إليهم أنا بالمقابل بما يستحقونه !
أم هو خروج عن الأدب والسرد الروائي الجميل المهذب !

من أين نأتي بتهذيب مع من هدموا نظريات الحق والخير والجمال , بل وإقتلعوا أسسها !

لماذا لا أكتب رواية أسلط بها الضوء على سلوك بعض الحيوانات والحشرات !

سأظلم حتما .. تلك الحشرات والحيوانات !

الحيوانات تسلك مسلك غريزي شهواني ومع ذلك لا تفسد كما أفسد بعض اليهود والصهاينة في الأرض !

الذي أعرفه أن بعض البشر يرقى إذا سمى بأخلاقه فوق مقام الملائكة.

ولكن من ينحدر بالأخلاق ويلوث كل فضيلة وكل خلق إنساني نبيل
لا شك أنه إنحدر سحيقا جدا عن مرتبة الحيوانات والحشرات !
فباتت هي فوق مرتبته !!!

وأيم الله أنه ليس تكبر , ولكن من يحرق طفلا وأبرياء بالفسفور الأبيض ويفاجئهم بكتل من النيران يفجعون بها
وعبثا يبحثون عن طريقة لإطفائها !

حتما أولئك الصهاينة نزلوا بمبرتبتهم تحت مستوى البشر وأكملوا إنحدارهم فباتت الحيوانات والحشرات
لديها عواطف وأحاسيس أكمل وأنضج منهم !

كثيرا ما شعر بألم الفلسطيني .. الذي يأن بوجعه يريد السكون لوطنه المستلب !
ويقيني أن من فقد أمه .. هو أقرب من يقدر ذلك الإحساس !
وذلك الفراغ !!!

كم من الوريقات حرقها .. ولم يكتف بكرمشتها من شدة وجعه وألمه .... بل قذف بها في موقد الشتاء ولياليه الطويلة لعل النسيان يبتلعها سريعا .. ليالي الصقيع تلك التي إستوطن بردها في مكنونات نفسه .. من شدة مواجع الطعنات من البشر الذين آذوه , تلك الطعنات نفذت إلى تجاويف القلب وملأته حسرة على إبن آدم .. كم هوسخيف إبن آدم , ذلك الذي يطمع بالسفاسف وتطغى نفسه عليه من أجل عرض من الدنيا قليل,, ويشتري الفانية بالباقية ,يبيع الدين من أجل درهم ودينار !
يبيع العواطف والأحاسيس النبيلة من أجل يورو ودولار !
يبيع الأوطان أحيانا من أجل حساب ذو ستة أصفار ,, ويبيع الأسرة والتكاتف الأخوي والعائلي من أجل بيت وجدار وإرث لا يلبث أن يفنى مع فناء الجسد , حيث لا يبقى إلا سمعة طيبة ,, وذكرى عواطف جياشة لو عرفها البشر حقا وتمعنوا وذاقوا متعة جمالياتها وقدسيتها لباعوا كل شيء من أجل لحظة من لحظاتها .

من ينكر جمالية الإحساس بلحظة إنهمار دمعة صادقة لمتعبد صادق عاشق لربه في جوف الليل, إلا إذا كان لم يشعر هذا الشعور البتة , أو أنه لا يعرف عنه حتى شيئا يذكر !

من ينكر لحظة إشراقة النفس وفرحها بقيمة العطاء ومسح الدمعة عن يتيم ومكلوم أو فقير ومسكين إلا من يعطي عن نفس لا تبتغي إلا رضى الله تعالى .

من ينكر لحظة الأمان والهدوء والسكينة التي شعر بها كل طفل بين يدي أمه , وولجت إلى خلجات نفسه , من والدته عندما ضمته إلى صدرها, إلا من فقد ذلك ولم يعرفه أبدا !!!

من ينكر أن للعواطف النبيلة وقعها الجميل على النفس إذا كانت نفسا بشرية سوية تتمتع بصفات الإنسانية السليمة

و من ينكر وقعها الكارثي وفاجعتها , عندما يقابل الإنسان النبيل , أناس من النوع الذي إشترك بصفات مع بعض الدواب كالتمساح والثعلب والذئب والعقرب والثعبان والصرصار المتطفل وآكل النمل الذي يهدم البناء التعاوني البشري الجميل من إجل إشباع نهمه وجوعه اللامنتهي !

كيف لنا أن نفضح من قابلنا وتعايشنا بمرارة معهم ممن لبسوا أقنعة بشرية وسرعان ما سقطت لتفضح وجوها قبيحة تفوح منها رائحة الغدر المقززة !

أليست هذه الأوراق أفضل لها أن تحرق ,, أم أن رمادها لازال يهب على صفحات وريقاتنا ويأبى إلا أن يلطخها .

أليس الخط الجميل والورق المهذب , ذو وقع على النفس للقارئ أفضل من ورق مكرمش مزري , ويشوبه أحيانا رمادا أسود تارة , ورمادي يميل للسواد تارة أخرى , تتلطخ به بعض الوريقات, حتى لتكاد الكتابة لا تبين من ثقل الذاكرة المحملة بالوجع والتي ما إن بدأت تنضح ما فيها حتى حولت الأوراق الناصعة إلى كارثة بما تحويه الكلمة من معنى .

ليس أجمل على النفس من أن تشرأب إلى مدحا وإطراءا ,, وليس أصعب عليها من النقد الذاتي تصفع به , علها تصحو من خدر الزهو المزيف الذي تعيشه ... أنني أعتذر مسبقا لكل من وجد أسمه وبعضا من سيرته ووخصوصياته , مسكوبة متاحة مباحة للقراءة

لأخذ العظة من التجارب البشرية , على صفحات وريقات ذاكرتي المكرمشة .


سواء من أقاربي ... أو عقاربي.. وسواء من أصدقائي أو أعدائي, اللذين آذوني وهشموا كل المعاني الجميلة التي أمرنا الله أن نتعايش بها وننميها ونحتفظ بأحلى أوقاتها وذكرياتها,,,, فإذا بهم , عبثا أرادوا أن يطمسوها ويدوسوها ويحولوني إلى وغد مثلهم .

ولكن تأبى المعادن إلا أن تحتفظ ببريقها وألقها إذا كانت كريمة !!

أوجه شكرا خاصا لكل من ساهم في نضوج هذه الوريقات أدبيا بتناثر سطورها , مع تراكم خبرات كاتبها في هذه الحياة التي بدأ باكرا يملها ويمقت ما وجد فيها من مواجع ,,, لا سيما أن الصراصير لا زالت تسرح وتمرح وتنخر وتحفر تحت أساسات أقرب نقطة للسماء على وجه هذه الأرض التي ظلمناها كثيرا بسفك الدماء عليها وتلويث ترابها , قبل أن نظلم ونفجع أيضا السماء الصافية بملوثاتنا التي أزعجت الطيور البريئة قبل أن تزعج الأوزون وتثقبه , ويا ليتنا خرجنا بنتيجة من التآخي والمعايشة الطبيعية بين شعوب الأرض بسلام !

ومن أين يأتي السلام ؟؟!!!

بل كيف لهذا السلام أن يعم ؟؟!!!

أغضبوا رب السماء فمنع عنهم المطر وصاروا يتباكون على المياه ونقص المياه
وأزمة مياه عالمية !

وهو رب كريم لو عادوا إليه وتابوا لأغدق عليهم و لما إحتاجوا لمؤتمراتهم وطبلهم وزمرهم من أجل المياه.

وتباكوا على التشرد والغلاء وأزمة أخرى مالية عالمية وكأنهم لم يسمعوا يوما عن أن الربا حرام وأنه يمحق البركة محقا.

كم أغضبوا يوما أمير السلام , سيدنا عيسى بن مريم عندما كانوا يديرون صفقاتهم للربا من داخل الهيكل الذي تباكوا على هدمه !
كما تباكوا على تشردهم في الأوطان التي ضجت من فسادهم وإفسادهم على الدوام .

لملموا أشتاتهم من أصقاع الأرض .. تلك الشرذمة الصهيونية وجبل صهيون بريء منهم براءة الذئب من دم إبن إسرائيل عليه السلام .

شذاذ الآفاق جاؤا يريدون هدم أقصانا المبارك وبناء هيكلهم بعدما سفكوا على مذبحه دماء
سألت عنها الملائكة باكرا كما سألت عن ذلك الفساد المشين.

نسبوا أنفسهم الشريرة لإسرائيل عليه الصلاة والسلام زورا وبهتانا وتحديا

فمن أين يأتي السلام ؟؟؟

وفي خاصرتنا عدو غاشم , وكيان شاذ يعيش على الحروب
وإمتصاص دماء الشعوب
والفساد والإفساد في الأرض وفي السماء

كيف للسلام أن يتحقق وقد علوا علوهم الكبير إستعلاءا وإستكبارا وأفسدوا فسادهم الثاني جورا وظلما بعدما أشبعوه تخطيطا وتنظيما
وتمحيصا ومكرا والله جل جلاله ينظر لردنا على مكرهم ونحن المتقاعسون وقد وصف نفسه جل جلاله بأنه خير الماكرين.


فطالما لا يزال الصرصور ينعق بصفيره المقلق ليلا تحت جنبات أقصانا المقدس الجميل الرائع , يمكر وينفث رائحته النتنة المقززة لكل نفس بشرية سوية تمتلك من العواطف والأحاسيس الصادقة تجاه الحق والخير والجمال ما تملكه على إختلاف مشاربها من شعوب الأرض .

وطالما أنه لا زال هناك آكلا للنمل قبيح الوجه يشفط مدخرات الأمم ويمص دم أبناءها , ويحرمها من تنميتها وإزدهارها ليزيد من ترهله وسمنته المفجعة , ولو أنه طلب ما يشبع شهيته القذرة لربما كنا أعطيناه إتقاءا لشره ! إلى أن يجعل الله لنا من أمرنا فرجا ومخرجا .
ولكنه أبى إلا أن يفجعنا بدبيب أرجله وخرطومه المتكبر الوقح , صيفا وشتاءا , لا يمل ... ليهدم البيوت على رؤوس الأبرياء !
ممن يبني للخير ولا يهدم ,, ويتعاون على التقوى وبناء الخير ولا يفسد !

وطالما أنه لا زال هناك نحلا غير مبال , ينتج للإنسانية عسلا حضاريا فيستمتع به الجميع من تقنيات ومعارف وتقدم في كل صروح المعرفة
فيقيني أنه توشك أن تعم الطامة الكبرى إن لم يتكاتف النمل معا بدل تناثر محمياتهم وتبعثرها ليبنوا بناءا يصعب على آكل النمل إختراقه وهدمه , وإن لم يتحالف النمل مع النحل فيحملوا حملة واحدة من البر والجو للقضاء على صراصير التطفل التي تهدم ولا تبني , وتعيش على عوائد الربا وفوائده ولا تعمل ولا تشجع بعضها البعض على العمل.

تراكم الذهب وترصفه وترصرص سبائكه علها تبني به هيكلها المشؤوم , وكم من ضحايا لهذا الهيكل سفكت دماؤها الزكية لتجبل فيها لبنات هذا الهيكل الذهبية التي سبكت برائحة الغدر والكذب والغش والنفاق وسياسة الكراهية والتكبر والإستعلاء وتكسير العظم !

متى سيصحو النحل من سكره ويتحالف مع النمل للقضاء على آكل النمل المدمر الذي عاث في الأرض فسادا وإفسادا وساند صراصيره الذين زرعهم في خاصرتنا تقلق مطبخنا النظيف وتقض مضجعنا الآمن فلم نعد نهنأ بطبخة لذيذة ولا نومة هانئة مريحة .

وحتى الآن يا سادة لا أجد من يجيبني من يساند من ؟؟!!

هل الصراصير تعاقدت يوما منذ أن جاءت بفكرة خبيثة و رفعت قميص عثمان رضي الله عنه وأرضاه , بعدما قامت بفتنة قتله فبدأت تنفث رائحتها النتنة في أنوف الأمة فلم نعد قادرين على التمييز بين الرائحة الزكية والرائحة الخبيثة منذ ذلك الحين وحتى عصرنا الحاضر.

هل ظلت الصراصير تنخر وتنخر تحت الأبينة الجميلة إثنا عشر قرنا ونيف تحلم بالوصول لأساسات الأقصى وتعيش على هذا الحلم ؟

إلى أن وجدت فرصتها , في الأرض الجديدة , فبنت على جماجم الهنود الحمر بناءا أبيضا من الخارج , للوهلة الأولى يظنه الناظر ناصعا ,
ولو تعمق في ما يحوم ويطبخ في دهاليزه , لعرف يقينا كم هو بناء يقطر سوادا وكرها مقيتا وحقدا غائرا , يستنزف دماء زكية حمراء قانية بعضها لطفولة بريئة , لم يكن ذنبها إلا أنها ولدت من أصلاب زاكيات وأرحام طاهرات .

لم تعرف العهر يوما ,, كعاهرة الموساد التي صارت وزيرة ثم ما لبثت أن رشحت نفسها كرئيسة حكومة !

وليس أيضا كمن كان فيه عادة قوم لوط , يستمتع الشواذ بمؤخرته فنبذ بعدما عاث في الأرض فسادا وإفسادا وقتلا وتدميرا , على سرير نتن في مشفى أنتن , عبرة للناظرين , بعدما مات دماغه , القذر الشرير وتعفن , يحتفظون به رمزا لهم موصلا جسده النجس بكل أنواع
أجهزة الأعضاء الإصطناعية !

هل لازال النحل يحوم بغباء في حدائق البيت الأبيض , وهو ليس أبيض البتة , ليسقينا عسلا يشوبه الكثير من السم البطيء أصاب الجسد البشري بعلة يوشك أن تميته بعدما أفقدته عافيته وألقه , إن لم نسرع بتحضير الترياق !

أليست هذه الصراصير عبقرية حقا , أليست عبقريتها شيطانية مريعة , كيف إستطاعت الصراصير البيضاء أن تتحالف مع آكل النمل وتوظفه بين الحين والآخر ليمد خرطومه إلى خلية من خلايا النمل البريئة , فيشفط مبدعيها ويوظفهم لصالحه ! وصالح أعوانه الصراصير.

بل كيف بلغ من الهوان مأخذه , أن يقف آكل النمل متأملا ومبتسما ومؤيدا ومباركا , هجوم الصراصير القذرة البغيضة لتنخر في جسم الخلايا الآمنة !! بحجة أن النمل هو من هاجم الصراصير !

تبا وسحقا كم هي مسرحية نكدة يتعالى على خشبتها نعيق الكذب وتعوي من خلف كواليسها ذئاب النفاق !

أليست هي كارثة مروعة حقا !

فبعد أن شفط آكل النمل المبدعين وطلع علينا بجبروته المزيف , يأتينا بين الحين والحين بإيعاز من صراصيره ليشفط مدخرات خلايا النمل البريء أبيضها ,وأشقرها وأصفرها وأسمرها وأسودها فصراصيره تحتاج لروثه لتقتات عليه , وعليه ألا يوفر جنسا من أجناسها البتة , وليته يكتفي بشفط المدخرات .. ولكنه لا يألو جهدا أن يدمر الخلايا وأبنيتها التي بنيت بأموال حلال وبكد وتعب الشرفاء من ذوي الهمة على رؤوس أصحابها .

ويترك تراثها ومتاحفها للنهب والسلب !!!كم هو لعين بغيض آكل النمل هذا ؟
تبا لكل من يتصف بصفته !
يهدم ولا يبني !
إلا لمصلحته ومصلحة زبانيته واللوبي الأقذر المتخندق في دهاليز الأنفاق ينخر ويحفر كي يهدم الأقصى المبارك
في مسلسل يشمئز لمرآه كل عاقل يتمتع بالصفات الإنسانية النبيله ولديه أدنى إطلاع على مكارم الأخلاق وفلسفتها منذ فجر التاريخ !

هذا الوحش آكل النمل الطفيلي , الذي بدأ ينخر السرطان في مفاصل جسمه وبدأت تفوح رائحة الظلم جلية بأنه
يأخذ ولا يعطي !
إلا إذا كانت له مصلحة خاصة من وراء هذا العطاء الإستثماري البغيض !

يمص عرق الشرفاء ويهدم مسكنهم ومستقبلهم الآمن ويحوله إلى فزع يجلجل في جنبات النفس ويعوي ويصفر في زوايا كهوفها وذاكرتها !

وهم ديمقراطي لئيم وجرائم إحتيالات ونصب على شعوب العالم ودوله ومقدرات الكرة الأرضية بأسرها !

إنه العلو الكبير ... والفساد الثاني التاريخي !

وجاء الآن بيدق الشطرنج الأسود الجديد يمثل دوره بإتقان في مسرحيته الرابعة والأربعين ... كما لعبت شرذمته السابقة 43 دورا بمنتهى الإتقان وعندما راجع إثنان منهما نفسه وصحى ضميره فوق خشبة المسرح
لم تنته مسرحيته بسلام !!!

كم هي بغيضة تلك الحشرة .. أم أربع وأربعين !!

فقد أذاقتنا الحشرة البيضاء قبلها الويلات في فترة ثماني سنوات عجاف , سخاف , غيرت مجرى التاريخ للأسوء !
ولازلنا بإنتظار فرج الله القهار , الذي لا يأتي حتما برمي جوز من الأحذية العراقية الشيعية !
ولا بخطابات مملة وآلاف مؤلفة من الكتابات الصحفية السنية !
وربما هذه الأوراق التي أسطرها وكل ما كتبته يدور في فلك نفس المنظمومة الإحتجاجية التي تشجب وتندد
وتبات ليلتها على سرير الذل والمهانة و الغيظ و لإنكسار مع من بات من جرحى وثكلى في كل حرب يقصد منها تكسير العظم
وتهشيم النفس وتهميش الكرامة !

كلا .. سنموت واقفون !

وإن لم أمت يوما في ساحة من ساحات القتال وأنا أدعس أحد حشرات هذه الشرذمة الصهيونية القذرة !
وهذا أمل بات من المحرمات في زمن المعادلات !

فهي ليست إلا واحدة من ثلاث !

إما أن أكون منهمكا في رواية جديدة بعد بحث علمي أو أدبي ! عاكف على تشذيب سطورها !

حيث أغلق شيطاني الأصغر وأقطع إمدادات الشحن عنه !

وكثيرا ما أعتزل الشبكة العالمية عن ضربات أصابعي في شيطاني الأوسط حتى لا تشوشني ثرثات أو تشتت فكري رسائل إلكترونية !

وبطبيعة الحال يعرف القلائل ممن حولي , أنني كنت ولازلت مقلا جدا في مشاهدة فضائيات الشيطان الأكبر !

وإما أن أكون قد لاقيت وجه ربي على سرير الحزن والألم من مآسي هذا الشعب الفلسطيني الذي
لن يدير ظهره لمآسيه إلا لئيم !
ولن يتفاعل مع قضيته العادلة إلا كريم.

وإما أن تكون ثالثة الأسافي , ويجند الموساد القذر من يقوم بتصفيتي جسديا , حيث تطرقت في أبحاثي ورواياتي
إلى مواضيع تقض المضجع !
وتفقد الكلب الضال المسعورالمزمجر الذي لا أصل له ولا تربية ولا وفاء ولا ولاء , صبره على تهديده ووعيده بعدما قضم نباحه طويلا !
وهمهم بزمجرته محذرا كثيرا !!!

ولم يكن تأليفي لروايتي : " العين والمخرز "

إلا وصية من هذا الغدر الذي يجب أن أتوقعه من تلك الشرذمة التي أقل ما توصف به بإنها مجموعة من الحشرات والأفاعي والعقارب
لدغتها مميته !


وقد كنت أوصيت بالتبرع بأعضائي فور موتي , من قلب وكلية وكبد وعينين وكل ما يمكن أن يساند مؤمنا موحدا في إكمال مسيرة الحياة والأولوية لمن يحتاجها من أفراد الشعب الفلسطيني البطل في المحبس والمهجر فهو أحق بهذه الوصية من غيره.

أو نصرانيا موحدا يكمل مسيرة البحث عن الحقيقة والأولوية لنصراني فلسطيني !

أو يهوديا إنسانا معارضا للصهونية يبحث في الحقيقة وينحو نحو العدالة الإنسانية - شريطة ألا يكون من سكان القدس فقد أعطى سيدي عمر بن الخطاب عهدة للنصارى بذلك لا أخونها أبدا ورحم الله السلطان عبدالحميد الثاني فقد ترجل فارسا أبيا ولم يخنها !

لم يكن تبرعي لأعضائي إلا رجاء الثواب والدعاء لوالدتي منيرة الأتاسي رحمها الله .

وقد بثثت شرح وتبيان هذه الوصية في روايتي : " من أجل لحظة تفكر "


وأنني أوصي من على صفحات هذا المنبر إذا توفيت في ظروف غامضة أن يتم الكشف عن سبب الوفاة وأول متهم الموساد الصهيوني !


أدعو الله أن أموت واقفا وقد باتت أصحاب العيون المؤمنة شجاعة مثقفة جريئة تتحدى المخرز المتخاذل ... عيون كثيرة هي , وبالملايين , تنشر وتكتب وتؤلف ... فماذا تفعل 4 ملايين مخرز داخل الأرض المحتلة !
ومثلها في أمريكا المعتلة !

وبعض الشراذم في مواطن البغي والفساد في بعض من دول العالم تكمل مسيرة الفساد والإفساد متبجحة ومختلة !

ماذا تفعل هذه المخارز مع عيون 300 مليون عربي ما بين نصراني ومسلم !

بل مع ما يقارب مليار مسلم و وربما باتوا الآن أكثر !!!

فقط وفقط لو قرأنا ووعينا وترجمنا وراسلنا شعوب الأرض عبر الشبكة العالمية ننافح عن قضيتنا العادلة ونشرحها

فإن هدم الأقصى المبارك الذي نحن بإنتظار فاجعته أهون على الله من سفك دم طفل فلسطيني موحد أذن من حوله في إذنيه لحظة ولادته :

الله أكبر الله أكبر

وعلموه باكرا :

شهادة ألا إله إلا الله محمد رسول الله



التوقيع : سلام عدنان إنجيله



فتح كرمشة الورقة الأولى ورفعها من سلة مهملات الذاكرة الأليمة مرة أخرى:


ولدت في الأولى في 27 ديسمير 1966 في دمشق في المشفى الجراحي في شارع بغداد في دمشق ولم أكن أعلم أنني سأولد مرة أخرى في نفس الشارع وعلى مقربة من نفس المكان ,, وتحديدا بجانب جامع الصحابي الجليل عبدالرحمن بن أبو بكر الصديق ,, ولكن في عام 1988 في صباح يوم عيد الفطر .

تم إختيار هذا المشفى ,على حسب توصيات واحدة من قريبات جدتي لأمي وأعتقد أنها من عائلة الحسامي ,نظرالأن الوالدة رحمها الله كانت تعاني من الشريان التاجي , وتكبدت في حملها معاناة كبيرة , وعدد من الحقن الدوائية التي يعتصر الفؤاد لكثرتها , كلما تذكرت أنها وخزت بها في جسمها الذي تحمل ما تحمل من أجلي , تلك الفوارغ الزجاجية فجعت في يوم من الأيام لمشاهدتها في الصندوق الخشبي الذي إحتفظ به والدي ربما لا لسبب ما, إلا أن يقدر الله لي أحد الإكتئابات الحادة في عمر الرابعة والعشرين , أي بعد دزينتين من الأعوام على حادثة الوفاة ,كي يتم تثبيت الحمل أو كي ينجح أو كي تستطيع التنفس أو كي أستطيع النمو أو كي أنجو أنا وهي معا رحمها الله .
ولا يتم التضحية بأي منا.
وخز جسمها وتجرع , بعدد من الحقن والعقاقير , ملئت صندوقا لا تقل تكعيبته عن حجم علبة جهاز الكومبيوتر الذي أكتب لكم من خلاله هذه الأسطر بعد سنوات ناهزت الأربعين ونيفا ما بين تدقيق وتنقيح ونضوج وخبرة وفي صناعة الكتابة التي ورثتها غالبا عنها رحمها الله كما ورثت تصميم الأزياء , والإتجاه الفكري والفلسفي في التفكير.
فلا أعتقد أني ورثت هذه الأخيرة عن والدي أو أحد من أسرته.
لا سيما أنها كانت السبب في تبحري بهذه العلوم نتيجة بطاقة معايدة غامضة وجدتها بين أغراضها وصورها رحمها الله.


رحلت باكرا في ربيع العمر الذي لو عاشته لربما أنجزت الكثير.

دخلت في غيبوبة بعد ولادتي, وإنخفض ضغطها للرقم سبعة !

في الثامن والعشرون من ديسمبر 1966 تحسنت وبدى أن هناك مؤشرا يبشر في الخير.

في التاسع والعشرون هناك ما يبعث على التفاؤول!
كان رمضان وما أدراك ما رمضان شهر الرحمة والتوبة والغفران, كان موعدها الأسمى للرحيل عن هذه الدنيا الفانية.

لطالما قرأ على شاهدة القبر ما يذكره أنها مرحومة بإذن الله.

منيرة بنت منير عماد الدين أتاسي
توفيت يوم الجمعة
السابع عشر من رمضان
1-1- 1967
يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية
فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي .

الفاتحة

لقد كان عام النكسة حقا ذلك العام الميلادي من تاريخ الأمة العربية والإسلامية والمسيحية.

فقدنا فيه القدس !
وفقدنا فيه منيرة !

أما منيرة رحمها الله فهي في ذمة الله تعالى وقدرالله وما شاء فعل.

أما القدس ففي ذمة من أضاعوها !

صحت منيرة من غيبوبتها , في آخر أيام السنة من عام 1966 , وطبعت قبلة على وجنتي وحيدها , ورمقت ما عانت وتحملت من أجله , بعيني الأم الحانية التي تنتشي بفرحة ما بعدها فرحة بعد معاناة ومكابدة آلام الولادة عسيرها ويسيرها !


كنت كمن شاهد فيلما للرعب باكرا جدا منفوش الشعر ,أقصد الزغب الذي يكسو رأسي
محدق العينين لا يمكن لمن يراني أن يتنبأ أن هذا الذي بالكاد متوقع له أن يعيش ربما يكمل مسيرة الحياة.
ومع ذلك أخفوا عنها هذه الحقيقية.
هذه صورتي التي شاهدتها من تصوير والدي شفاه الله وعافاه , وهو يحتضنني لاحقا , أما في المشفى فأعتقد أني كنت مغمض العينين لا أقوى على فتحمها ساعة لقائي الوحيد مع أمي رحمها الله.
ولكنني غالبا , كنت أبصر بعيني فؤادي ما لم يتوقعه أحد وهذا غالبا ما جعلني أقوى على الصراخ ,, في أكثر من مرة ,, موأوأ بنزق من ألم المجيء إلى هذه الحياة الدنيا ونكدها ومعاناتها .
لا سيما أن من يفقد أمه لربما .....
وأقول لربما , يفقد معها أباه ولو كان حيا يرزق ولو عاش تحت سقف منزله ولو إقتات على مائدته !

فتتضاعف عليه فاتورة النكد ويدفعها مرارا وتكرارا دون شفقة ورحمة ترجى من الجلاد جابي الضرائب وعريف المحاسبين.



لم تكن مفاجأة للوليد أنه عاش , والأم لم تهنأ به أبدا فقد كان لا يعي كثيرا مما يجري حوله
إلا أنه فقد تلك النبضات الدافئة التي كانت تذكر الله جل جلاله , وهو مكور في ظلمات ثلاث ولكنه كان يشعر بأمان لم يشعر بعده بمثله أبدا.

بل المفاجأة الفاجعة, كانت للأب والجدة والخال وأهل الأب والأم جميعا ,, على هذه النهاية السريعة والسقوط السريع لزواج لم يدم أكثر من سنتين أوأقل !.



من النساء من يصعب التكهن بكيدهن ! أو إن شئت غبائهن المفرط في مواقف يجب أن يكن أبعد ما يكون عن الحالات الإنسانية الشديدة الحساسية والتماس المباشر معها.

دخلت عليها صديقة هي زوجة إبن عمها وهو عميد أو لواء سابق في الجيش السوري من آل الأتاسي , وحيث أنها جارة شامية من بيت عائلة تدعى مكية , ولقرب بيت زوجها, في أبو رمانة من مرسم الوالد النحات عدنان إنجيله, الذي لاقى بعد عناء مضني فينوسه التي بحث عنها كثيرا , وحيث لا يفصل بين بيت صديقتها هذه إلا مسافة حديقة السبكي بالعرض على إمتداد شارع المهدي بن بركة , إن صح التعبير أنها صديقتها , وبرأي الشخصي أن منيرة وجدت في دمشق من يؤانس بعدها عن مسقط رأسها ولا أعتقد البتة أنها كانت تجد فيها صديق الروح , لأن الطيور عادة على أشكالها تقع !!!

لم يتوقع أحد خبصتها المروعة , التي أدت إلى كارثة إجتماعية فادحة سواء كانت تقصد وتلك جريمة لو كنا في دول متقدمة وتراعي أدق تفاصيل القانون . لكان الملف يجب أن يفتح ويتم التدقيق فيه باكرا جدا , وليس بعد مرور سنوات تتعدى ال 33 في عام 2000عندما علمنا بمن كان وراء غياب تلك النفساء التي لم يكن لها أمل في الحياة إلا أن تحصل على إبن تسكب في رعايته ما حباها الله من رحيق وحنان الأمومة وتكمل به ما بدى من حنان وشخصية أنثوية رائعة وجمال فريد , ومنطق نافذ , ولباقة مع أناقة في الحديث والمعشر والملبس يمازجه تواضع وروح النكتة التي لا تفارق ذلك الوجه الذي لم يتسن لصاحب هذه الأسطر أن ينعم بنظرات الحنان منه ,,, ولذلك كان يحلو لكثير من أفراد العائلة ولا سيما زوجة خال المنكوب إبنها صاحب هذه الأسطر , بخلع لقب الأميرة منيرة على صاحبة هذه الشخصية التي تميزت بخصائص , قد يضن بها الزمان .

لم يكن دخول الزوار على النفساء من المقربين , شيء غير مرحب فيه البتة ولم يخطر في بال الأطباء والممرضات على كثرتهم نظرا للحالة الخاصة في الحمل, أن تكون زيارة زوجة قريب , هي الخاتمة التي ستسدل الستار في ربيع العمر على مفكرة لديها مشروعها الفكري , عن الحضارة الإنسانية , والتي بدأت تخطو به خطواتها الأولى , بمراجع عن الثقافة والفكر والفلسفة اليونانية , وعن مشروع أممي كانت تبتغي فيه شيئا ما غامضا لم نجد حتى الآن إجابة واضحة وجلية على بغيتها من البحث في موضوع :


الموت ؟!!!

ما هو المشروع الفكري الذي كانت تنوي البحث فيه والذي بدأت فيه بالفعل نظرا لوجود الكتب في مكتبتها والتي وجدها وحيدها في مكتبة والده عدنان إنجيله, دون الإشارة إلى أنها من كتبها ,مما يؤيد أن مشروعها هذا على الأغلب بدأت فيه إما بعد إسقاطها لجنينها الأول !
أو بعد بداية حملها في جنينها الثاني الذي قدر له الله أن يسطر هذه الأسطر.

في بطاقة معايدة ذات طبعة فرنسية , قديمة من ذلك الزمان من ستينات القرن العشرين
وجدت مع صورها رحمها الله في صندوق خاص تم تسليمه في حمص, في ليلة ليلاء , لوحيدها في خريف عام 1985
لم تستوقفه الصور , وهو يقلبها كمن يقلب زمان وسنوات وشهورا وأياما تنبض بلحظات سعادة أخاذة , وبعض من الشهور طبعت بنكد ومصائب دنيوية لا بد منها في دنيا لا تدوم لأحد وإن دامت لغيرك دامت لك .

زمان هاشم بيك أتاسي .
ومن يعلمك من هو هاشم بيك ؟
وقد كان جارها بالمناسبة .
قبره رحمهما الله على يمين قبرها على نفس الخط .
وكأن المقبرة أفتتحت بهم .


غير أن شجرة عتيدة كانت تظلل قبرها رحمها الله.
وقد كان يجد صاحب هذه الأسطر ما يظلله لدى وقوفه طويلا أحيانا لقراءة سورة يس, ويكثر من آية النور .
أو عدد من الصمديات.
أو ما يحلو له من دعاء وتضرع لله أن يرحم ويغفر ويتجاوز عن صاحبة هذا القبر فقد ضربت مثلا للأمومة تنحني أمامه رقاب عظماء الكون ويحق لها أن تسمى بطلة من أبطال التضحية و الإبداع الإنساني .

في كومة الأوراق والصور والبطاقات إستوقفته تحديدا تلك البطاقة ذات الورود التي كتبت لها صديقتها على خلفها !

عزيزتي منيرة , تحية العروبة وكل عام وأنت بخير , أشجعك على ما ذكرته وتجدين ضالتك , في كتاب: ربيع الفكر اليوناني وخريف الفكر اليوناني , وشتاء الفكر اليوناني وصيف الفكر اليوناني تأليف د. عبدالرحمن بدوي.
وكتاب :

الموت
لنفس المؤلف!
ربما لا أستطيع القدوم للشام في هذه الفترة , فتحياتي القلبية ... .... .... ؟

من هي صديقتها ؟ هذه ؟

هل هي من اللاذقية؟

هل هي من حمص ؟

هل هي من زميلاتها في اللاذقية أيام كان جدي من كبار التجار , ما حدى بالماسونية وأهلها أن يلاحقوه كي ينضم إلى ركبهم ,, وهذا ما ذكره خالي .
وعندما لم يجدوا منه رجاء , طحنوا أمواله مع من طحن , هو وخال منيرة أبو الحكم الحسامي رحمهم الله جميعا.


وأيضا عندما تتصفح الصور,ترجع إلى زمان محام شهير أسمه عبدالغني الحسامي , تبوأ إبنه لاحقا منصب مدير عام الخطوط التونسية الجوية , قضى هذا المحامي خال منيرة وسالم , في حادث طائرة في رحلة للمرافعة في قضية خاصة عندما كان متوجها لدير الزور ولا ندري إذا كان إغتيالا هو الآخر من نوعه أيضا.
زمان كان فيه هذا المحامي يجمع بين زوجة حمصية وأخرى سويسرية ويجيد السياسة بينهما كمحام ماهريلعب على أوتار القانون ويقسم أعظم تفريدات العدل الإجتماعي !

قلبت الصور والبطاقة الغامضة ؟
عساي أستشف جاهدا ما هو مشروعها الفكري؟
ما الذي كانت تنويه من مطالعة الفكر والفلسفة اليونانية ؟
لم كتاب الموت ؟
وما الذي يحدو بأنثى في ربيع العمر في البحث عن الموت ؟

هل هو موت الحضارات أم موت الأفراد؟
من هو عبدالرحمن بدوي؟

هل هو نفس المؤلف الذي كنت وجدت له يوما كتابا في المكتبة المركزية لمدرستي في الرياض, معهد العاصمة النموذجي

الإنسان الكامل في التاريخ !
للمؤلف د.عبدالرحمن بدوي !

هل هو نفس المؤلف ؟؟!!!

لقد كان كتابا دسما يصعب على طالب في الثانوي أن يهضمه ؟! في تلك الحقبة.
ولكنني إستمتعت بما قرأت عن إبن عربي يومها ؟ مع أنني لم أستوعب الكثير
ولكن جدتي لطالما ذكرت لي عن هذا الذي يقول عنه أهل دمشق الشيخ محي الدين
وله جامع عريق أثري وسوق حوله وحي كامل إسمه الشيخ محي الدين إبن عربي !!!


خالو ؟؟ كما يحلو للسوريين أن ينادوا الخال !
هل كانت أمي رحمها الله تقرأ ؟ بنهم ؟
محاولا أن يعرف شيئا عن هذا الموضوع , لتعلق صاحب الأسطر المضاعف بالكتب والمطالعة.
يعلم أن أبوه قارئ جيد ومن جيل الرعيل الأول بعد نزوح الإحتلال الفرنسي وإنقشاع غيمته البارودية سيئة الرائحة والصيت
ومرسمه في أبو رمانه , كان يحوي مكتبة لا بأس بها , ومحط أنظار عدد من المثقفين في دمشق وكثيرا ما كان يتحول إلى صالون أدبي وثقافي لا سيما في نهايات الأسبوع.

لكن فيما يتعلق بوالدته رحمها الله فلابد من جلسة مع الخال !

خالي ...الله يرحمها كانت قارئة ممتازة في العديد من المجالات !

ألم يكن يستهويها مجال معين ؟

لا أذكر تحديدا يا سلام ,, ولكن في الأدب والفكر غالبا , ما بين كتب ومجلات وفي تلك الفترة كانت هناك نهضة في النشر لا سيما من مصر ولبنان وكانت تتابع العديد منها ما بين شهرية وأسبوعية.

أليس هناك اسماء في بالك ؟

والله يا سلام لا أذكر منها تحديدا بسبب إهتمامي وإنشغالي مع جدك رحمه الله في التجارة وشركة الإستيراد والتصدير في اللاذقية.
أما المرحومة فقد كان لديها الوقت الكافي للمطالعة ولم يكن جدك و ببحبوحته المالية يتوانى في توفير أي مراجع لها.

وكثيرا ما كانت تأتيها من بيروت الطرود , ليس فقط الكتب الأدبية والفكرية والمجلات ولكن أيضا منشورات الأزياء الحديثة والتريكو , فقد كانت رحمها الله ذات ذوق رفيع جدا في ملبسها وكثيرا ما كانت تصمم لنفسها قطعا فريدة جدا. وترسم التطريز بيدها. كانت ذواقة جدا وذات حس فني سليم في الألوان وتناسقها بشكل لا تتصوره !
صمت برهة للحظات وسحب سحابة ضخمة من الدخان ونفثها بأسى ,, وتنهد .. لا أستطيع أن أفيدك بماذا كانت تفكر وتخطط إذا كانت تنوي تأليف كتاب أو رواية ! أو كان لديها مشروع فكري !
لأنها كانت لازالت حتما في مرحلة التكامل للنضوج!
ولم يمهلها الزمن,, أن تفرغ على فضاء الصفحات ما كانت تختزنه من مطالعتها ؟

لم أشأ أن أضغط عليه ,, وكان هذا ديدني مع جدتي!
فقد كان الأسى يظهر جليا على صفحات وجههم مع ذكر منيرة , وذكر خسارتهم لها.

ما الذي كانت أمي رحمها الله تنويه من خلال بحثها في هذه الكتب ؟
لماذا الموت ؟
هل كانت تخشى الموت فعلا ؟ وتهجس فيه مليا.

لقد أتعبت وحيدها فعلا في هذه التساؤلات.
مما حداه أن يقارب إلى هدم الفلسفة وبناء أهراماتها مرة أخرى عله يصل إلى ما كانت تبغيه رحمها الله.
وأكمل بعدها ما لم يتيحه عمرها القصير على وجه هذه البسيطة.


فكانت سيرة ذاتية متشابكة من نوعها ,, ,تعصف فيها العديد من عواصف الفكر , ونسيمات التفكير الإنساني الهادئ أحيانا أخرى.

ولكن الموت ؟!

الموت ؟!
كان النقطة التي كلما بعد عنها عاد إليها مرة أخرى.


لقد ضغط على منيرة, أقاربها وأمها وتحت طلب ملحاح من الأطباء في حملها الأول أن تجهض للضرورة في حماية نفسها لأن في ذلك خطرا مؤكدا على حياتها لإصابتها بالشريان التاجي.

وفي ذلك الوقت من فجر العلوم الطبية في سوريا والتي أخذت تلاحق ركب العلوم الأوروبية وغيرها بعدما بدأت شمسها ترتفع في كبد السماء .
ولكنها رحمها الله ولملاحقة قدر إلهي ونصيب أزلي , ومكتوب مسطور في اللوح المحفوظ
أجهضت محاولات لاحقة من كل أقاربها , لتثنيهم عن محاولة إقناعهم في إسقاط كاتب هذه الأسطروإجهاض حملها به .

إن عشت سوف أقو م بتربيته ! ,, وإن توفاني الله فسوف يدعو لي ويقرأ لي الفاتحة !


ويحك يا أم ... كم أتعبت قلبا , وجسدا وعقلا وعواطفا وأحاسيسا بهذه الكلمات !

لم تتردد على مسامعي جملة, يتجلجل صداها في أعماق النفس
لتحفر محيطا أغوص فيه كصائد اللؤلؤ حتى أعماقه
دون نجدة تذكر في طاقم الإحتياط.
ولطالما أوشكت على الغرق في كل مرحلة من مراحل الصيد.
وفي مواسم كثيرة جمة.

حيث طالما وجدت نفسي وحيدا وكأني مسؤولا عن هذه الكارثة الإجتماعية التي منيت به عائلة أمي و أبي على حد سواء بسبب مجيئي إلى هذه الدنيا.

وهذا ما جناه عليه أبوه وأمه ولم يجن على أحد.


لطالما تندرت وكانت طرفة ساخرة وفي الحياة مساخر جمة !

لو كانا ناما باكرا وشربا حليبا ساخنا ليصحوا باكرا للمدرسة كليهما ألم يكن أفضل ؟ لي على الأقل ؟
فقد كان كلاهما مدرسا في تلك الحقبة ! من الستينات.

ولكن .. مهه......
أليست هذه الأسطر من نتاج ما فعلاه ؟
ألم تكن إرادة الله فوق كل إرادة؟
هل كانت نصيحة الأطباء فيها شيء من عدم صحة الإعتقاد !
من يمنع عمرا طويلا , ومن يطيل عمرا قصر في قضاء الله وعلمه ؟

كل الإحتياطات والتعزيزات الطبية ذهبت أدراج الرياح !
جملة واحدة من فم امرأة لا إحساس لديها بمسؤولية الحدث وعواقب لقلقة اللسان
قضت على سعادة أب بأن يهنأ بأسرته وزوجته الحبيبة.

وشلت حركته كفنان مبدع ونحات شهير كان قد تربع على عرش النحت تحديدا على مستوى سوريا على الأقل, في تلك الحقبة .
فأصابه فقد منيرته , بإكتئاب حاد لثلاث سنوات تلت رحيلها!
وأيما زوجة فقد ؟!

في سؤال فج سألته لأبي ذات مرة هل بكيت جدتي أم سالم أيام العزاء ؟؟؟

كنت أعرفها جيدا شخصيتها صارمة ليست من ذوات الدمعة الرقراقة؟
لم أكن أتوقع الإجابة ؟
قال لي إنها إنتحبت حتى ظن آل الأتاسي أنها مفارقة قريبا للحياة لاحقة بإبنتها الوحيدة التي فقدتها صبية في عمر الزهور النضرة.

سألته وخالي ؟؟؟
صمت وأشاح بوجهه ولم أضغط أكثر فقد بدأ نزيف الدموع !
كان هذا الحديث تحديدا في عام 2000 .
مذ شب الطوق عني لم أشأ أن أقلب الألم عليه أو أنكأ الجرح !
ولكن أتعلمون ماالذي جعلني أستدعي ذاكرة الأيام الخوالي كي أتصفح سواد الأحداث؟

تلك الرؤيا الغريبة التي كانت تقض مضجعي

وتلاحقني على فترات
غرفة منيرة في حمص
تقطن بها منيرة حبيسة منذ ولادتي !
كلما رأيتها في عمر من سنين حياتي كانت مدة حبسها هي ما كان عليه عمري.

أحيانا أرى جدتي أم عدنان ,, وأرى منيرة تبتسم لها .
وأحيانا أرى جدتي أم سالم وأرى منيرة لا هي مبتسمة في وجهها ولا هي عابسة ولكنها معاتبة !

أما نظرتها لخالي وأبي فقد كانت من أسباب قلقي الدائم !
تنظر لهما بحسرة وبعيون ملؤها الإزدراء الممزوج بالتوعد
لا تنبس ببنت شفة .
لغة العيون كانت أقوى من اي حروف وكلمات منطوقة .
قهر ما بعده قهر.
ويبدو لي أنها سجينة منذ ولادتي بسببهما !
وأشعر بغيظ منهما , أبي وخالي حبساها وإدعى كل منهما أنها توفيت !!!

وهي حبيسة في هذه الغرفة في حمص كل هذه السنوات .

دائما تتكرر الرؤيا ,مرة تتواجد عمتي , ومرة تتواجد جدتي ومرة تتواجد جدتاي كلاهما.

ولكن دائما ودون بد لا بد من تواجد أبي وخالي
ولابد من حزني الشديد وفاجعتي حين أعلم أنها لازالت على قيد الحياة وهم من أخفاها عني وحبساها في تلك الغرفة.

لما ذا ؟؟
ما الذي يدعو أبي وخالي على سجنها وحيدة هكذا ؟
ما الذي يدعوهما لهذه القسوة ؟

ما الذي يخفيانه بسجنها ؟

في إحدى المرات ,, في عام 1999
تسمرت في سريري لساعة وأكثر بعدما أستيقظت.
كنت أسكن في شارع العروبة في العاصمة السعودية الرياض.

وكان على زاوية العمارة, محل لبيع وتفصيل الستائر والتنجيد. وسوف يكون لي مع صاحبه لاحقا قصة غريبة لها علاقة بالفلسفة والملل والنحل والعقائد.

لم أجرؤ على الحديث في موضوع الرؤيا مع أبي أو خالي .
كنت أعتبرها رؤيا وحسب.

ربما حديث نفس .
ربما من شدة شوقي لها رحمها الله تتمنى نفسي لو كانت حبيسة ولازالت على قيد الحياة وأسعد بهذه المفاجأة المفجعة,, وأتسامح مع خالي وأبي , والمهم أني وجدتها .
وجدت أمي على قيد الحياة , ,بعدما كنت أظن أنها صارت في عالم البرزخ وأنا في عالم محابس الأرواح في الأجساد.

كنت أظن روحها طليقة حرة فإذا هي حبيسة في حمص وحيدة؟

ما الذي أقترفته حتى يحبسانها هكذا ؟
ولماذا لم يخبراني ؟
ما الذي دعاهما لحبسها ؟

من يجيبني عن سؤالي ؟
ما مراد أبي وخالي من حبسها ؟
أمي على قيد الحياة ؟ وبكاء ودموع ولوعة أجد أثرها على المخدة عند الإستيقاظ ؟؟

البكاء في الرؤيا تفريج هم ؟
قالها أحد من أفتى في علم الرؤيا !

أمك رحمها الله بحاجة لصدقة ؟؟
قالها آخر !

إبحث إذا كان عليها دين ؟؟
قالها ثالث !


أنزع هذه الوساوس وعش حياتك بسعادة وترحم عليها يا أخي ,, الحي أبقى من البيت لا تعملق المأساة ؟

قالها رابع !

أما الخامس وكان إبن غريمتي :

إذا ظللت على هذه الوساس وهذا المنطق في التفكير , سوف يحصل شيء لك حتما ,, لا تفتأ تفكر فيها وبأنك كنت سبب وفاتها وتشعر بألم عميق وعقدة الذنب تلاحقك!
وما يدريك لعلها بالفعل على قيد الحياة ؟ سألته ؟ مهاتفا ؟؟؟
بدأ يرفع من وتيرة صوته ويصرخ ,, من كثرة تفكيرك بها ؟
من كثرة ما تفكر كيف تكفر عن ذنبك وتريد أن تعمل لها إمبراطورية من الأعمال الخيرية !

خفف من هواجسك !

صمتت لبرهة وصعقته بالسؤوال ؟؟

سامر ؟؟

أليست أمك من كان سببا في موتها ؟
كيف تفجعها وهي نفساء وتقول لها " كان ضغطك واصل للسبعة " ؟؟!!

سبعة فوق الصفر؟!
خيل لي وأنا أمسك السماعة أن يديه صارتا بدرجة حرارة سبعة تحت الصفروهو يحدثني !
خفف من حدة صوته وبلع ريقه؟

من أخبرك ؟

أخبرني من أخبرني ؟ المهم أن القصة صحيحة ؟؟؟؟؟
أمك التي كانت وراء موتها رحمها الله.
تلعثم في الحديث وبدأ يبرر ألف سبب وسبب لهذه الفعلة الشنعاء ,, امي كانت صديقتها وكاتمة أسرارها
سرهما كانا مع بعضهما البعض رحمهما الله.

سوووووووووووو أجبته باللغة الإنجليزية ؟ أتريد ان تبرر لي فعلة أمك مع أمي أنها لم تستطع أن تخف عنها هذا السر ريثما تتعافى من ضعف الولادة ؟
ألم تكن أمك تعرف ما تنزفه الأم في ولادتها والضعف والوهن الذي يصيبها , ولا سيما أنها بكرية , ولا سيما بوضعها الصحي الخاص ؟
أكان ضرورة حتمية ألا تتأخر في إخبارها أن ضغطها هبط للمؤشر السابع ؟

ألم تستطع أن تنتظر للشهر السابع لتخبرها ؟
لليوم السابع يا أخي ؟

في اليوم الذي صحت به أمي من الغيبوبة تنشطت أمك ودب في أوصالها ومفاصل جرأتها وسياط لسانها كل هذه الديناميكية الحركية ,, وإنطلقت للمستشفى لتزف لها هذا الخبر وهي على فراش النفاس بالكاد يحملها جسمها ويقف عودها .

أمن الحلال ما فعلته أمك ؟؟ بأمي ؟؟

ثم لماذا لم تخبرني بهذه الحادثة طالما أنك تعرفها جيدا؟
كم مرة زرتك وكم مرة إجتمعنا وكم مرة تلاقينا ؟
ويحك لو علمتها منك ربما كانت أخف وقعا في النفس ؟

أقول ربما !

ولكن أن أعلمها مؤخرا ؟ وبعد 33 عاما قضيتها من عمري !

يا أخي عن جد أثبتت أمك أنها حمصية !!!!!!!!!!!

إستطاع أن يستجمع قوته ليجيب بعدما شعر بنزيف الألم يكوي قلبي وهو ينساب محرقا .

قالها بوتيرة هادئة عله يخفف من غضبتي , لم تكن أمي حمصية ؟
كانت شامية !
من بيت مين ؟؟

شو بدك هلأ من بيت مين ؟؟

فقط للتاريخ وللذكرى ؟ ألم تقل أنها كانت صديقة أمي المقربة في دمشق وقرب بيتكم من المرسم جعل هناك تواصلا بين العائلات وأنت قضيت في المرسم سويعات لا تنسى؟؟؟

من بيت مين ؟؟

لا تقل لي من بيت هوفن ؟
أتكلم بجدية من حقي أن أعرف ... صمت لبرهة لم أشأ أن أجرحه ,, وأقول له من حقي أن أعرف من أي عائلة شامية هي قاتلة أمي ؟؟؟

أجاب بعد إلحاحي :
من بيت مكية !!

الله يرحمهم... لم يدفع الثمن أحد مثلي أنا في النهاية !

دير بالك على حالك وشد حيلك بالشغل وبس !

أنظروا من ينصح ؟

شكرا ,, هل توصيني شيء آخر ؟!
بالسلامة!
لم ينتظره ليجيب وأغلق السماعة ..... ومن يومها لم يعد هناك إتصال.

أغلق السماعة وأعصابه ترتجف من أقصى رأسه إلى أسفل قدميه, برود في الأطراف في آب اللهاب من عام 2001 .

كيف يمكن أن يتخيل ؟
وكيف يمكن أن يلتمس العذر ؟

يحاول أن يتخيل ,, نفساء وجهها شاحب ,, وعينيها مرهقة, يكسو السمار جفنيها ؟
فقدت من دمها وحيويتها , الشيء غير القليل !
ولا شك أن أم سامر كانت , تعلم أنها مريضة ,, وبالشريان التاجي .
أيعقل أن تخبرها وفي نفاسها هذه المعلومة المفجعة ؟
أيعقل أن تصدق هذه الحادثة ؟

عندما حكاها لي والدي ,, حكاها بحرقة !
هذا ما لم أشأ أن أخبر به إبن الغادرة !

قال لي هذه ......... ومن المعيب أن أذكر صديقة والدتي بما يعيب ذكائها الفطري الإنساني .
ولكنه معذور ,, لقد آذته بزوجته التي إنتقاها بعد عناء , وحبيبة لا أعتقد أنه عاش الحب الحقيقي مع غيرها يوما !
وسددت ضربة قاضية لقصة حب عفيفة من أجمل القصص الرومانسية.

رملته .. شلت حركته الفنية .. أفقدته حبيبته.
أفقدته من يصعب تعويضها ويضن الزمان بمثلها .

كنت فقط أريد أن أتخيل كيف تجرأت هذه الأم لأربعة , على إخبار نفساء بكرية , للتو صحت من غيبوبة يومين ونيف وربما ثلاثة من أول ولادة لها !


منيرة !

الحمدلله على سلامتك !
مبارك ما إجاك !
وسواء كانت هناك قبلات طبعت أم لم تطبع ؟

كان هناك بصمة فظيعة ستطبع في جبين تاريخ هذه العائلة ولا أدري إن كان لديهم أدنى تكفير معنوي عن الذنب الذي إقترفته إبنتهم أو أمهم ! , إذا كان ذويها لازالوا على قيد الحياة.
ولكن الذي أعرفه تماما أن إبنتيها وإبنيها لازالوا على قيد الحياة.
بنت مكية ,,, لي معها ثأر لا يشفي غليلي منه حقد على أحد من ذويها ولا هي شخصيا , ولكنني فعلا أشعر بغصة حادة منها , ومن تصرفها البغيض.
وكثيرا ما ينحو بي التفكير أن هناك حسدا ما خفيا كان تجاه أمي من هذه المرأة !
ما الذي يجعل صديقة مخلصة تباغت صديقتها النفساء بعد عبورها بسلام غيبوبة فظيعة بعد الوالدة.
لتخبرها بأسلوب فج عن موضوع لا يجب أن تعلم به .

ما قيل لي أنها رحمها الله صحت وبتوجيهات من جدتي أم سالم, إغتسلت, وتوضأت وصلت, وقرأت القرآن شكرا لله , بطلب جدتي التي لا بد عانت الأمرين في أيام غيبوتها ولا شك أن الدعاء من جدتي, مع الإفطار في رمضان وليالي رمضان كان ملتهبا بالدموع أن ينجي الله هذه النفساء ويفرحها بوليدها .

ولا أذكر هذا الموقف من جدتي إلا وأترحم عليها من صميم قلبي لهذا التوجيه , وأيم الله أنها بهذا جعلت من هذه النفساء تذهب شهيدة طاهرة إلى لقاء وجه ربها .

ولكن هل كانت شهيدة فقط بقضاء أجل الله في النفاس , أم أنها أغتيلت عن عمد بأسلوب ماكر؟
لا أدري ؟ ولا أستطيع أن أقرر أو أجزم , فقد مورس علي ظلما لا يعلمه إلا الله وأكره أن أمارس ظلما على أحد.

ولكنني أنشر المسألة للتاريخ
وللحذر والفائدة الطبية .
ولعموم التجارب الإنسانية !

ففي الحالات الخاصة من الحمل يجب الحذر من الزيارات بعد الولادة.
فقد إشترك الأطباء في هذه الكارثة ولو دون قصد.

كان يجب أن يكون هناك رعاية خاصة ولا يدخل على هذه النفساء التي للتو قد صحت من الغيبوبة , أي شخص يزاحم المقربين من أفراد الأسرة.

منيرة الحمدلله على سلامتك ,, كنا خايفيين كتير عليك ؟؟

كنت بغيبوبة وضغطك وصل للسبعة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

كانت رحمها الله شعلة من النشاط والحيوية , ومن ضمن مصادرها المعرفية , أنها أدت دورة عملية في الإسعاف المدرسي وتعلم جيدا ماذا يعني هبوط ضغط الدم للرقم سبعة !

أجابتها والإصفرار والشحوب عاد سريعا لوجهها رحمها الله من فرط المباغتة :

ضغطي واصل للسبعة ! يعني كنت ميتة ؟؟!!!!

وأغمي عليها !!!

رحمها الله تعالى ,, كم كانت بنت مكية حنونة شفوقة عندما بادرتها بهذه المبادرة , كم كانت تعبر عن خبرة عالية بعد ولدين وبنتين , لتباغت أما ولدت إبنها البكر بعد معاناة مع الحمل لا يعلمها إلا الله ,, بهذه الجملة الرقيقة الحنونة التي ترفع المعنويات ؟

أهكذا يقال للنفساء في زيارتها ؟
أهذا ما يتم به الفضل ويعم لدى زيارة النفساء , أن تفجعها في صحتها وتصيبها بصدمة عصبية قاتلة!!

ويح قلبي !

كيف يمكن أن أنحو ببراءة وحسن ظن ,كما مارست هذه البراءة وحسن الظن تجاه الكثير من البشر , وأتتني دائما بالويلات.
كيف يمكن أن أقنع نفسي , أنه لم يكن قتلا عن عمد؟

وكيف يمكن أن أخرج هذه القاتلة من دائرة جريمة القتل غير العمد حتى ؟؟؟

ألا تتوجه لها أصابع الإتهام على أنها قتلتها بغير عمد , في أحسن الأحوال ؟ وأفضلها.

هل أكون ظالما قاسيا إذا خلعت عليها لقب قاتلة وإن عن غير عمد.

بنت القاتلة ومن مضاحك الصدف المبكية أراد خالي رحمه الله يوما أن يخطبها لي !
وأجابته إبنته : سوف تظلمه !
لقد كانت أكبر سنا مني !

لم يجد في دمشق من آل الأتاسي غيرها في ذلك الحين !

تخيلوا لو كنت تزوجتها , إبنة قاتلة أمي ؟
وعلمت بعدها بهذه الكارثة ؟ ما الذي كان يجب أن أتصرفه حينها.

ولكن هذا إن دل على شيء يدل على أن القلوب كانت متسامحة, وأن الحقد لم ينفذ إلى النفوس !
وأن الموضوع أعتبر قضاء وقدرا .

ولكن من دفع الثمن ؟؟؟

من عانى من الحرمان ؟؟؟

من قضى عمرا رائعا ما بين طفولة ومراهقة وشباب وما بعد الشباب أيضا , في منازعة دائمة مع ويلات عمر تتلاطم فيه موجات عاتية من الغدر الإجتماعي , ومن التقاعس حيث هضمت حقوق ذلك الطفل, ومن أقرب المقربين إليه.

وظل المؤشر ينحو نحو الدرك الأسفل في سنة بعد أخرى لا يرفعه ويذبذبه إلا عنادا جامحا في الحصول على أدنى وأبسط حق يجب أن تكفله المجتمعات العربية , منذ أعلن طه حسين , جملته الشهيرة :

العلم والمعرفة حق شرعي مجاني للبشر, كالماء والهواء !

لم يكن تعليمي منذ نعومة أظفاري مجانيا البتة !
لقد دفعت ثمنه غاليا جدا .

إنها أوراق سيرة ذاتية كثيرا ما كرمشنا وفعطنا وجعلكنا أوراقها وألغينا فكرة نشرها !

سيرة ماذا يمكن أن تتوقعون لصاحبها , طالما أنه لا يزال يشك,أن أمه تعرضت للإغتيال في اليوم الثالث لولادته !
أعتقد أنه يكفي !


هل نكمل عن كارثة حصلت في اليوم الرابع ؟؟ بعد وفاتها رحمها الله ؟ أم يكفي اليوم ....... دعونا نؤجل هذا للورقة المكرمشة الثانية.


الفاتحة

مجموعتي على الياهو :
http://tech.dir.groups.yahoo.com/group/salaam-ingilah/

مجموعتي على الهوت ميل :
http://wwwsalaam-ingilahcom.groups.live.com/
مجموعتي على غوغل:
http://groups.google.com.sa/group/salaam-ingilah
ومدونتي :
http://wwwsalaam-ingilahcom.blogspot.com/
الموقع الشخصي :
www.salaam-ingilah.com

أهلا وسهلا في صالون : سلام عدنان إنجيله , الأدبي والثقافي , التابع لموقعه الرسمي .
الرجاء دعوة من تعرفون ممن له إهتمام بالأدب والرواية والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا
ومن له إهتمام بالترجمة .
والدعوة إلى الله جل جلاله بالإنجليزية
ومن له إهتمام بعلم نفس الطفولة وحماية الطفل من العنف.
ويمكنم الإشتراك في المجموعات البريدية التابعة له في كل من الياهو و الهوت ميل وغوغل .
لمتابعة ما ينشر ومناقشته .
أهلا وسهلا بكم

أهم الإنتاج الفني الأدبي والعلمي :في البداية وقبل أن أبدأ في نشر أجزاء رواية " براءة في زمن البراءة "أحب دائما أن أفتتح المجموعات والمدونة , بأول هدف أعتبره أساسي في حياتي وهو الدعوة إلى الله تعالىوقد سخرت أدبي ولله الحمد في خدمة هذه الدعوة للتعرف على الله تعالى وهو الهدف الأسمى من وجودنا وكينونتنا كبشر وهبنا الله عقلا مفكرا وقلبا ينبض بالأحاسيس .فجميع رواياتي الأدبية , تندرج في التعرف على منهج الفضيلة وتباين الصراع بين الحق والباطل , بين الخير والشربين ما أمرنا به الله تعالى وما نهانا عنه . قد تكون بل أجزم أن الرواية المحببة إلى قلبي هي الرواية التي فلسفت فيها الهدف من وجودنا على هذه البسيطةوالطريقة الأمثل للتعايش بين البشروالمجتمعاتأجبت فيها بجهد جهيد على السؤال الذي سألته لنفسي منذ كنت في الخامسة من عمريفي صيف عام 1971في حمصعندما كنت أنظر إلى صورة والدتي رحمها اللهمنيرة الأتاسيالتي ألهمتني بقصة تضحيتها أن أكون إنساناقبل أي إعتبار آخر لمصالح دنيويةومطامع سطحيةلقد تعرفت عليها دون معرف صريحودون حديث تربوي واضحكان الغموض يلف كل شيءوإحساس بالحزن يرتسم على أخاديد الزمن التي حفرتها الآلام على وجه جدتي ,,كلما سألتها؟ من هذه يا تيتية ؟أحبها كثيرا هي جميلة جداما اسمها؟قد يكون تذوق الجمال من طفل في الخامسة لدى البعض شيئا هامشياولكن لدى إبن نحات ورث عن أبيه عينا حساسة لإلتقاط الومضة الإبداعيةوإغتنام اللحظة ليخطف حسا ينطبع في كينونات النفس ويبرق في أوتار الأعصاب ليغطس في تلافيف الدماغويسكن مستقرا في أعماق أعماق الشعورفهذا شيء محوري وأساسيعين الفنانوحدقة الرسامعدسة خارقة للعادة , تتجلى فيها عظمة الخالق جل جلاله وعظيم ما وهبه لبعض خلقه هي عدسة سرعان ما تطبع الجمال وتطبق عليهتيتة ؟وأعذروني إذا تجاوزت العربيةفلو كتبتها جدتي لن تسعفني الخواطر أن أسكب المشاعر في حوض الصبار الذي طالما سقيته إلى أن تعملق وأصبح سميكا غليظالا يفتح ويزهر إلا نادرافعليكم أن تغتنموا هذا الفرصة أحياناقبل أن يغلق أوراقه ويلملم أشواكه وينطويفكم وجد عالمكم مجحفا في كثيرا من الأحيانففضل الإنطواء على التفتحوالسكينة والحكمةعلى خوض التجربة الأليمةالتي تطعن الفؤاد وتتركه نازفاوكم من مرة نزف , صغيرا حتىجف الدمع من مآقيهتيتة ؟ شو بتقربنا ؟؟كان طوله لا يتجاوز المنضدة التي وضعت عليها الصورةوكانت هذه الصورة لها طقوس لم يستوعبها ذلك الطفل العنيد آنذاكهناك غطاء أنيق جدا يسدل على الصورةحتى لا يراها الرجاللو صدف ودخلوا مخدع الجدة المتواضعكانت الأميرة منيرة تشع من عينيها عاطفة نفاذةويشرق من جبينها حنان خفيويقطر من إبتسامتها الساحرة بلسم شافي لكل طفل مكروب في هذه الحياة وضنكها اللعينتيتية ؟اين هي ؟لماذا لا تأتي لتزورنا ؟ليش ما بنروح لعندها ؟هل تأتي إلى هنا عندما أكون في الشام ؟هي لا تعرف أنني آتي إلى حمص لزيارتكم ؟لا تكووا فؤادي وتسألوني ما الذي أرتسم على محياها الحزينتلك الجدة التي أوقفت موكب رئيس الجمهوريةنور الدين الأتاسيوألقت فيه محاضرة مقتضبةوتأنيب مهذبفي يوم من الأياملكن في تلك اللحظات ما كنت أظن ألما أقسى يندرج بين خلجات النفس مع سؤالي العنيد ذاكوما أجد لحظة مارست القسوة وأشعر بالندم عليها مثل تلك اللحظات التي لا تمحوها دفاتر الذاكرةولا يهدأ طنين الناقوس يزعجني كلما تراءت لي أطياف ذلك المكان وصقيع المشاعر في تلك الغرفة المطلة شرفتها على حديقة البلدية من ساحة باب هودفي حمص الجميلة الخضراء؟هي في الجنة !
أجابت الجدة والدمع ينحبس مغرورقا في عينيهاوعبثا تحاول أن تشيح بوجهها عن حفيدها الذي ورث العناد باكرا من أخواله آل الأتاسي ظل يلاحقها ذلك الطفل الثرثار من الطبخ لغرفة النومللمجلسللصالونلغرفة النوم مرة أخرىكادت تطفش منه وتصعد للسطحكيف يعني بالجنة يا تيتة ؟ما هو الله جل جلاله ؟أين هو الله ؟كيف يرانا الله ؟لماذا الجنة ؟ولماذا العذاب بالنار ؟هذه هي الأسئلة التي أرهقت بها جدتي أم سالم , وخالي سالم رحمهما الله.
وبعد إنتهاء تلك الإجازة الصيفية ومع بداية السنة الأولى الإبتدائية , كان هناك موعدا آخر مع الفلسفة والفنون التي بدأت باكرا جدا , في حصة الرسم طلبت منا الآنسة فايزة , وهي مدرستي , كما يحلو لأطفال دمشق ,الشام مناداة مدرستهم وحتى لو تزوجت وأنجبت عشرة , يبقى لقبها آنسة !
طلبت منا ولعلها ندمت على فسحة الحرية تلك, أن نرسم ما يحلو لنا أن نرسم ! !
توقفت الآنسة فايزة وهي تتمشى بين صفوف مقاعد الطلاب وتوجههم وتناقشهم فيما ترسم وتشخبر أصابعهم الصغيرة ونظرت بإبتسامة حانية مشرقة من وجهها الأسمر وكلها إعجاب وكأنها لاحظت حرفية مبكرة وموهبة لم تلحظها على أقران ذلك الطفل المنهمك الذي سرعان ما رسم وجها جادا جدا , وخط له شاربا كبيرا ضخما ؟
إقتربت وكأن البراءة يجب أن ترتسم على محياها هي , وليس على تقاسيم وجه ذلك التلميذ الذي قالوا عنه صغيرا أن في عينيه بريقا حادا ولكنهم لم يحددوا أو كان يصعب عليهم لماذا ؟ هذا البريق كثيرا ما يخفت وينزوي وراء أحزان بدأت تظهر وتخفي كل إبتسامة وضحكة وتقمعها , بعد نزوح الوالد عن بيت والدته وإستقلاله مع زوجته الثانية مصطحبا معه عنوة صاحب هذه الأسطر تعيس الحظ !
ما هذا يا شاطر ؟؟
نظر لها وإبتسم إبتسامة فيها رجاء ألا تعطله ! فهو منهمك في رسمه ويريد أن يملأ فراغ الصفحة بالألوان التي بدأت تنسكب وتخطط معالم لوحته الأولى ذات الشأن !
فأجابها ببديهية وبراءة طفل لازالت الحصيلة المعرفية تنمو في دماغه الصغير: هذا هو الله ..... وأقول الآن جل جلاله , ليس كمثله شيئا وهو السميع البصير !
كانت إجابته ممزوجة بإبتسامته , وتابع الرسم بأنامله الصغيرة ويذكر تماما الآن أن اللون البرتقالي هو الذي كان بيمنيه فقد كان قد أنجز الجزء الأكبر من لوحته التي لها ذكرى دفينة في نفسه !
والتي كان معها بداية التفتح البرعمي لطفل تفلسف باكرا جدا .
أمسكت الآنسة معصمه بيدها وطلبت منه التوقف عن الرسم ... والوقوف !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وقف مطيعا وبدأ قلبه يدق سريعا , فهو بات يعلم بعد السنة التي قضاها في بيت أبيه تحت سقف زوجته الحنون ماذا يعني أن يفقد الوجه الذي أمامه إبتسامته ووداعته !!!
نظر لمدرسته وكله إستغراب ما الذي إقترفه ولاحظ إصفرار وجهها وإمتقاعه ! وبدأ يسأل نفسه عن ذنبه؟ وسأل نفسه سريعا بماذا سيعاقب هذه
المرة ؟!
أصاب المدرسة الإرتباك ؟؟؟ ليش رسمت هي الرسمة ؟؟ سألت ووجهها لا يخلو من الخوف؟
أجباها بكل ثقة إنه الله يا آنسه ,عنده جنة وعنده نار , أنظري إلى يدي وآثار الحرق ,الله بيعذب من يعذب أبوه وأمه.. ,يطون مشاغبا , بالنار, ويدخل الجنة من يطيع أهله ويكون عاقلا مهذبا !
لقد ذهبت منيرة للجنة !
من منيرة ؟
إنها أمي , في حمص !
تيتية أم سالم قالت لي أنها في الجنة وأنها تقربهم ,هي لا تأتي لتراني عندما أذهب لعندهم لحمص!
وكشف لها عن معصمه الصغير ليريها آثار الحرق التي وصلت مواجعه لقلبه قبل سنتين!
موضحا لها كم هي النار فظيعة , النار بتوجع كتير .. يا آنسة !!
لم تمهلني سامحها الله أن أكمل رسم تلك المكعبات المستطيلة البيضاء التي كانت جدتي تأخذني ومعي شكلة الآس الأخضر ,لأضعها عليها وأردد الفاتحة وراءها وأمسح بيدي على وجهي!
بل لم تمهلني لأكمل الرسم نهائيا !
وكثيرا ما كنت أسال نفسي عندما أشاهد تلك القبور من على بعد ؟ من شرفة البيت في حمص , ما هذا ؟؟ وماذا يعني التربة ؟!!
ولكن خوفا من أن أردد على مسامع أبي عن تلك الزيارات لم تكن تجرؤ رحمها الله أن تخبرني أن هذا هو الذي يسمى قبر !
فقد كانت ثرثرتي كثيرة , ما ينبئ باكرا عن أني سأكون كاتب روايات !!!!
ذلك الطفل ذو الخيال الخصب , كانت ثرثرته أكبر من أن تستوعبها كل تخيلاته !
وأكثر من أن يصبر عليها من حوله !
ولكن لم يلتفت أحد لتلك الموهبة إلا أستاذي الفلسطيني أبو فايز, سيدي الحبيب أستاذ حسين الخطيب , وفي منتصف السنة الثانية الإعدادية , في معهد العاصمة النموذجي في الرياض في العاصمة السعودية , القسم المتوسط , حيث منحني العلامة الكاملة في إختبار مادة التعبير لوصفي يوما ماطرا .
نعود لدمشق , في السنة الأخيرة قبل المغادة للرياض , في 1972
وفي ذلك العام الدارسي الأول الإبتدائي ,وفي الأسبوع الأول تحديدا في مدرسة جمال الدين القاسمي , إصطحبت الآنسة فايزة تلميذها ممسكة يده بيدها وممسكة رسمه الأول باليد الأخرى , من الصف ومقاعده إلى جانب باب غرفة المديرة التي لم يكن يعرف
أسمها ولا يذكره الآن!
طلبت منه أن يقف بجانب الباب.
لا بد أن يكون الطفل بذلك الفضول الذي يدعوه لإستراق النظر, ومشاهدة علامات الدهشة , وأسئلة الإستفهام التي صارت تتراقص بين المديرة الجالسة وراء مكتبها والأستاذة متوسطة القامة السمراء أيامها !
ما الذنب الذي أذنبته ؟
خرجت مدرستي بعدما هدأ روعها وطلبت مني الدخول لمقابلة المديرة.
إبتسمت المديرة في وجهي وكأنها تستقبل في مكتبها , لغزا محيرا يمشي على الأرض , أو هكذا كان يبدو على عينيها.
أعادت نفس التحقيق, وبأسلوب فني تربوي رائع حيث طلبت هلاجوسة ! وبسكوت تيبتوب مغطس بالشكولاته حيث كان يحبها جدا ولولا أن يقال عنه مسلبط درجة أولى لطلب نعومة وقضامة بسكر !! يا ستي قضامة ناشفة من غير سكر لن أرفضها حتما !
ضحكت بوجهه المديرة ومما ساعد على إنفراج أساريره , الرشوة الضخمة التي قامت برشوته بها ... هلاجوسة وتبتوبة!!
وكأنه لم يقل توبة !!! بعد العلقة الساخنة التي تبقاها بعد عودته من حمص مؤخرا !!
بدأ بالكوميديا الإلهية لسلام الطفل وليست بكوميديا دانتي التي سرقها وإختلسها من إبن عربي !
ثم عاد ليفشي أسرار المنزل كلها ,, وحمص والشام والتماثيل في المرسم واللوحات وجدتي في الشام وعمتي وجدتي في حمص وخالي ووو... فقد
كان هناك عصير هلاجوس لذيذ وبسكوت تبتوب مقرمش مغطس بالشوكلاتة والأهم من هذا وذاك .. أن المديرة كانت جميلة بيضاء صبوحة الوجه وأنيقة في ملبسها !!!
وأعظم سر باح فيه , هو سر الأسرار لأرسطو !! السر الذي إكتشفه بمنطق أرسطو وهو في سن الخامسة ونيف !
با ح للمديرة أنه عرف أن منيرة هي أمه ,ولكن لا يعرف لماذا هي لا تأتي لزيارتهم , ربما مسافرة !!!
طالما في تيتة !!
وطالما في خالو !!
أكيد في ماما !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
نظرت له المديرة بحنان , بعدما إنتهت من كتابة الخطاب الذي وضعته , في الظرف وختمته بلعق الطرف اللاصق, لتختم معه سرا لازال يفكر ما كان وراء هذا الخطاب! ولماذا أتى والده من الغد لمقابلة المديرة !
ولكن الذي يعرفه تماما أنه تلقى بعد أقل من أسبوع صفعة من يد والده على وجهه الغض! عندما إنسكب الماء وتتدحرج كرار الورق من على المنضدة التي هي أطول من قامته , ولم يفلح ذلك الفتى في أداء مهمة مناولة المناديل بنجاح ! من أجل مسح مؤخرة بلبل بلابل عندما كان رضيعا !
فطفش لمنزل جدته وكانت كارثة يومها لم تنته بالصفعة الصباحية فقط !
كما كان تسخين إحدى رضعات بلبل بلابل , السبب قبل سنة ونيف في حرق معصميه, ذلك الذي تركته أمه أمانة في أيدي أمينة ...أو كما ظنت رحمها الله... عندما أتى وحيدها بغلاية الماء الخاصة بالقهوة من المطبخ في ذلك اليوم الشتوي الذي لن ينساه أبدا لاحقا.
لقد تسنى لذلك الأب التربوي الذي كان مديرا لمدرسة إبتدائية في القدم , قبل بعثته للقاهرة لدراسة الفنون الجميلة, أن يقوم برعاية مثالية لطفل موهوب في ظلال المواهب الأمومية الرائعة من زوجته الحنونة التي كانت خير مثال على الهدوء والدعة والحياة الجميلة التي يحلم كل طفل أن يحياها ويعيشها !!!!!!!!!!!!

لذلك كان الموت ... الذي لحق بوالدتي رحمها الله مرة واحدة ! , يلاحقني ويخنقني مرات ومرات حتى وصل بي الحال في كثير من الأحيان بالتفكير بالإنتحار في المرحلة الإعدادية , لإنهاء هذه التراجيديا الكابوسية .

ما أن حصلت على الثانوية العامة , بشق الأنفس في الرياض , حتى وضعت وثيقتها بين أسناني وشمرت عن ثوبي السعودي الذي كنت ألسبه في المدرسة فقد كان لزاما علينا لبس ذلك الثوب في معهد العاصمة النموذجي , وقد تصورت في الثانوية العامة والكفاءة المتوسطة باللباس السعودي, ولكنهم هداهم الله لم يمنحوني الجنسية السعودية , حتى الآن !
المهم أنني شمرت عن ثوبي ويممت نحو دمشق !!!
ولم أعد للرياض إلا مع مطلع عام 1992
وحتما , ساعدت مكتبات دمشق العامة ومراكزها الثقافية بإثراء الحصيلة المعرفية التي كونتها آنذاك, ولا سيما مكتبة الوالد وبعض من كتب الوالدة رحمها الله في المرسم والمركز الثقافي السعودي الذي كنت أحن له وأزوره حيث كان قريبا من مرسم الوالد بأبورمانة.

الموت هو الموت .... ولكن من الزاوية التي ينظر لها البعض مثلي ... من كثرة ما تفكر في الموت , حتى صار الموت وسيرة الموت أحد أصحابه الأعزاء !!!
بعد وفاة جدتي أم سالم , أم منيرة رحمهم الله تعالى . في خريف عام 1988بدأت أرهق نفسي أنا شخصيابعدد من الأسئلة التي كان لابد من الإجابة عليهالماذا الموت ؟أين سنذهب بعد الموت ؟ ؟ولماذا جئنا إلى هذه الحياةما بين حمص ودمشقوما بين الشام المباركة وحمص إبن الوليدنبتت براعم رواياتي الأولى وترعرعت " ما بين الشروق والغروب "
التي أهديتها لأمي رحمها الله ,وعمري كله هدية لها وأعمالي الصالحة كسبا للثواب في صحائفها وصحائف والدي ووالديه وواليدها ولكل صاحب حق علينا خاصة أستاذنا الأكبر وصاحب الأيادي النوارانية , جزاه الله عنا كل الخير,الذي ولدت مرة أخرى, بتربيته أو إعادة تربيته وتقويمه النبيل , في شارع بغداد الدمشقي في 1988.
كثيرا ما كانت الإجابات تتكرر لدى قراءة القرآن الكريمولكن التدبر والتفكر في سن الشباب عندما تكون في العشرين وما قبلهاليس كما بعدها وأنت تنحو نحو الثلاثين ثم الأربعين عاما رويدا رويدامرت السنون سريعاولا أدري إذا كان العمر سيمهلني حتى أنشر الرواية الفلسفية التي هي أحب ما كتبت إلى نفسي.
والتي ساعدني فيها وهج النور الذي أضاء لي دربي والتي بدأت سطورها في أيام الدروس في مسجد السروجية التي لازالت أيامه ولياليه , لها في النفس أجمل الذكريات وأسعدها.
وظل البيت النوارني المعرفي لباب مدينة العلم سيدنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه وأرضاه:
أتحسب أنك جرم صغير ........ وفيك إنطوى العالم الأكبر.
حاضرا متوهجها كالشمس المنيرة ورحم الله منيرة وغفر لها وتجاوز عنها , فقد قادني التفكير في الموت والزهد , للإنكباب على دراسة الفلسفة والعقائد ولا سيما الفلسفة الإسلامية , لأبذل جهدا فكريا أضخم من رواية " ما بين الشروق والغروب " وإن كانت مطالعاتي في المواضيع ذاتها أثرت الرواية التي تهتم بحياة الإنسان ومسيرته منذ ولادته وإشراقته وهو يخطو حثيثا نحو الغروب.
وهذا الذي قادني لـتأليف سفر ضخم أسميته في البداية " الكون الأصغر" وما لبثت أن حولته لمحاورة روائية بعدما توسعت للبحث فيه ولازلت في طور البحث والنشر فيه على الإنترنت.وربما أبدأ في إلقاء محاضرات مصورة أشرح فيها ما توصلت له في أبحاثي و ترجماتي على مدى 25 عاما معتكفا في أجزاء منها تحت أروقة المكتبات و بين رفوها.
" الكون الأصغر" سلسلة روائية وزعتها حتى الآن على سباعية روائية, بعدما تجاوز الثلاثية ثم الخماسية .
ولا تصلح للنشر المطبوع حتى الآن , لأنها قيد التوسع والتنقيح وزيادتها تتبع التوسع العلمي والبحوث والإكتشافات في علم الفلك والأرض والبحار وتوسع الكون الذي إعتمد فيه إينشتاين على تأسيس نظريته النسبية وعدد من العلوم والنظريات والإكتشافات الطبية وعلم الإنسان والحفريات وغيرها من العلوم .
ولكن حتى أبدأ في إطلاع قرائي على ما توصلت إليه, وجدت أسرع طريقة في الوقت الراهن إلقاء المحاضرات معتمدا على ما توصلت إليه حتى الآن.
و " الكون الأصغر " هدية مني لأستاذي الدمشقي الأكبر العظيم الذي زرع في نفسي حب المعرفة ... المعرفة من نوع خاص ومميز جدا ..... وأوقد أول شمعة في هذا العمل الأكبر في إنتاجي العلمي الذي هو علميا يعتمد على الحقائق لا على الأدب , الكون الأصغر هو العلاقة بين الكون الأكبر والجسم البشري الكون الأصغر.
هو علاقة وسر خلق الإنسان وكيف طوى الخالق جل جلاله كل مخلوقاته في كون أصغرهو آدم عليه السلام وذريته.
إنه عمل موسوعي شغلني وأشغل سنوات العمر , والحمدلله أن هذا العمر لم ينصرف إلا في طاعة الله, وطلب العلم.

رواية " إلى أبي الحبيب "
رواية الروايات ..إنها أعظم شخصية عاصرها المؤلف
عندما تبدأ الكلمات بترددها وحيرتها ... ولا تسعف المؤلف أن يجد ما يناسب ويليق.. والحروف تبقى بيضاء ..
مهما كتبنا بمداد أسود أو أزرق..لأننا نكتب عن شخصية إنسانية نورانية عظيمة.
نخشى أن يتهمنا البعض أننا نحكي سيرة ذاتية من أيام التابعين الكرام رضي الله عنهم وبطلنا دمشقي من حي العمارة العريق
مشى في الأسواق وأكل مما يأكل الناس ولكنه سمى بأخلاقه حتى صارت أخلاقا محمدية .
عندما تذوب النفس وتتلاشى كل معايبها .. وترتقي الشخصية لتغبطها الملائكة على أقوالها وأعمالها ...نبدأ السرد وكلنا ثقة أننا لا نرقى البتة للحديث والرواية عن هذا البطل التربوي العظيم ....إلا أن الذي يعتقد به المؤلف جازما أنه على تقصيره وعدم رقيه إلى مقام الكتابة والـتأليف
عمن يعتبره أبا روحيا ... ومن يعارض أن الأب بتساميه ورقيه الجميل وأخلاقه الرفيعة المحمدية .. ممكن أن يلحق به محبيه ممن تطفل على هذه الأبوة الكريمة وألحق نفسه حبا في الله ... وإن كان يعترف مسبقا أنه لا يرقى لهذا الرقي !!!
رواية " نجاح "
في طور التكامل والـتأليف , ولازلنا نجمع معلومات عن هذه الشخصية الأمومية التي هي قدوة للأمهات في عصرنا الحاضر وما تحتاج أي مربية فاضلة أن تعرف لكي تربي جيلا ناجحا في جميع مراحل حياته.

رواية " منيرة "
سيرة ذاتية لأنبل إنسانة في حياة المؤلف !
كثيرا .. ما حاول البقاء في شخصيات الرواية وبطلتها حول الواقع المحكي دون السمو عاطفيا نحو السماء وكثيرا ما حافظ على واقعية البشر وتجاربهم ومتابعة الوقائع التاريخية المحكية من سرد الجدة وأقرب المقربين.
إنها قصة نواة الوحدة العربية وإنفصالها في قلب من عاصر هذه الحقبة الأليمة من تاريخ الأمة !
تحكيها من حاولت النهوض مع من حاول بهذه الأمة التي لازالت تكابد من أجل إثبات ذاتها.
وتبقى القدس وفلسطين أنبل الغايات.
رواية " عدنان .. النحات الذي غرد خارج السرب "
سيرة ذاتية محكوم عليها بالنزاع وقبل نشرها ... وربما تؤجج ما بقى من أحقاد أوروبية على الشرع الحنيف !
وربما تنكأ جراحات لازالت تنزف , وتشعل رماد الأحقاد مرة أخرى من مكامنها ... إنها سيرة الفنان مرهف الحس الذي
فقد شريكة حياته الأولى باكرا ... وعاش مع من لم يختارها أبدا ..!!!
إنها قضية تثقيف المعمم وتعميم المثقف.. تتقاطع مع قصة حياة الفنان السوري , النحات عدنان إنجيله .

رواية " سلام "
رحلة البحث عن السلام العالمي منذ فجر التاريخ مع تسليط الضوء على ظهور السرطان الصهيوني والماسوني
منذ هدم الهيكل بعد الفساد الأول لليهود , و من ثم تربعه على عرش التكبر والفساد منذ 60 عاما .
بدأت الرواية مع إندلاع الحرب العراقية الإيرانية ولازال العراق والعالم يحترق !
رواية " طبخة توشك أن تحترق "
رواية الحوار السني والشيعي.
على مائدة الأسرة البحرينية نحاول إسعاف الجدة العجوز السنية والمريضة , المنزوية , في مزرعة وهي حبيسة غرفة صغيرة , بتقاعس السني الذي قصر
في حقوق والدته , من أجل زوجته الشيعية التي تتمتع بفيلا من ثلاث طوابق مع بناتها وأبنائها !!
أين هو الأب الحنون الذي يرعى الأسرة ويقوم بالتوازن في إعطاء كل ذي حق حقه !
حوار سني شيعي هادئ على أنغام رنين الشوكة والسكين ذات الصناعة الأوروبية ,, ولكن هناك طبخة في وعاء الضغط في المطبخ نسيتها الأسرة
وتكاد تحترق , هذا إن لم تنفجر !!!
كما نسيت الجدة العجوز وحيدة في تلك الغرفة المظلمة العفنة !


تخللت رواية "أسنان حادة وجرح لازال ينزف" بداية البحث عن الذات والغوص في أعماق النفس وسبر أغوارها , والبحث عن خوفا ما....... كان يلاحقني كالشبح .... بل كالكابوس ...., ولم أكن أهتم له بزحمة الأبحاث العلمية , وأعباء العمل الفني ومسؤولياته ويعرف كل من يعمل بالديكور والمقاولات التابعة له كم هو مضني أن تخرج من بيتك في الصباح الباكر ولا تعود إلا مع الغروب , وقد لا تنجز ما تنوي إنجازه لا سيما مع ظروف التسيب المتفشي بين أصحاب المهن والحرف من بعض الجنسيات الوافدة في دول الخليج العربي, ...فبعد إنتهاء مشروع زواج وخطبة لم تجد النساء فيها وقتا للزغاريد ,, وسرعان ما إنتهى الموضوع قبل أن يبدأ وقبل أن ينهي أسبوعه الأول, تنبهت في سن الثانية والثلاثين إلى عقدة كان يجب أن تحلحل ....والتي وجدت لاحقا أنه يجب أن تفكفك وتتوزع على عدد من الروايات التي تحكي كيف يجب أن يكون هناك حماية للطفولة ولو تحت سقف الأسرة, ولا سيما بوجود زوجة الأب الحنون!
إنها الرواية الإجتماعية التي لا ننصح أبدا بقراءة سطورها لأي أم حنون ..... تنوي الرحيل وترك من تحب بيد الغير!

رواية " ملك حكيم لزمن الضياع والتيه "
من قصص ألف ليلة وليلة ... إنها الليلة الثانية بعد الألف وواحد !!!

رواية " أبكم كاد يفقد السرد الروائي "
عندما تحاصر روائيا أجاد حرفته جيدا ووضع العديد من ألوان الشخوص البشرية بتمكن ودراية في كل ما تفنن به من رواية , لا تضغط عليه وترهقه وتحمله فوق طاقته , فلولا ستر الله ولطفه كان ممكن على الأقل أن يتحول إلى أبكم في أحسن الأحوال , إن لم يصبه تلف بجزء من الدماغ.

رواية "على مذبح الهيكل ! "
لن تخذلني فطنتكم لتعرفوا من ذبح على مذبح الهيكل ولكنها رواية مفتحة الأبواب على مصراعيها , فجرت فيها عددا من المفاجآت والتخمينات , عما توارى من التاريخ الصهيوني والماسوني الغاشم , فزعت لكتابتها بعد كارثة ونكبة مخيم جنين , إنها موسوعة المحارق والمجازر الصهيونية
و الماسونية.
ولازالت المذابح والمحارق مستمرة !!!

رواية " زوجاتي الثلاث !.. أنتن طالق بالثلاثة "
كوميديا سوداء ساخرة لحوار الحضارات على مائدة فلسطينية !

رواية " مفكر عنيد "
تراجيدا مؤلمة جدا عن معاناة المثقف والمبدع العراقي في تشرده ونفيه وعودته بعد سقوط بغداد وهجرته مرة أخرى ونيته العودة مرة أخرى حيث لازال يحلم ببناء وطن آمن !!!

رواية " سبع صفعات على رصيف الألم "
تراجيديا الصراع العربي الأمريكي ينعكس جليا في أحد البيوتات في إحدى العواصم العربية !

رواية " صعاليك بني الأعرج "
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... ومن يراقب ما وصلت له شريحة من الشباب والشابات في مجتمعاتنا العربية
يعلم يقينا أننا ذهبنا ... وإلى الجحيم حتما !
إن لم نقرع وبشدة ناقوس الخطر !!!!!!!!!!!!!!!!!
لا أدري كيف يمكن أن تصل الرسالة التي أردت إيصالها بصدق بين أسطر هذه الرواية التي المراد لها أن
تكون جزءا من منظومة أدبية !
مع أن هناك مدرسة للمشاغبين فتحت الباب على مصراعية للتعدي على حقوق المربي والمربية !
وهناك أطفال ينطقون بلغة الضاد ويشتمون ال ... وال .... ويقذفون .... ويلعنون ......
وحافظ إبراهيم رحمه الله لو تمشى في أسواقنا العربية لوجد الأمهات تتسكع في الأسواق وتلاحق
خطوط الموضة بنهم , والأباء يلهثون وراء لقمة العيش المريرة, والفضائيات الساقطة تربي أجيالا
لا ندري كيف نراهن على الفرس الأعرج التي لم تعد أصيلة , إلى أي درك سحيق سيصل بالأمة !!!

رواية "من أجل صباح أجمل"
تراجيديا ضياع العراق بين الوصوليون ومن باعوا وطنهم بالرخيص وبين الصراع المذهبي الإسلامي ومعاداته للمذاهب المسيحية
أرض الحضارات الخصبة وأرض قانون حمورابي تصارع من أجل البقاء في محاورة تمشي أبطالها على الألغام دون إنفجار !!!

رواية " عندما تكذب الحقائق "
قصة الخداع الأمريكي والوهم الديمقراطي المزعوم !!!

رواية " صبحية كريجوكو .... سوبرمان المظلوم "
البطلة الكردية الأسطورية التي كانت تنوي تغيير الكون ولكنها أخفقت في قراءة سورة الفاتحة وفهم تفسيرها بتمعن !
قد تكون رواية "براءة في زمن اللابراءة"في وسط النضوج الأدبيفي وسط المرحلة العمرية وتجربتها المريرةفي عمق الألم الذي تتعايش معه وفيه هذه الأمة التي فقدت كثيرا من أحاسيسها النبيلة ومشاعرها الفياضةبعدما تغلغلت المادية في مفاصل الوشائج الإجتماعيةوأصبح القرش والدرهم والدينارواليورو والدولارعائقا نكدا يعكر صفو المشاعر الجميلةيلوث بياض الياسمين الحمصي و الحموي إن كان هناك في حماه ياسمين ورومانسية ومشاعر!ويسلب الورد الدمشقي عبيره وشذاهفي محاولة غادرةألا تبرعم شجرة الورد الدمشقي إلا شوكا وأزرار مكبوتةولا تفتح تحت دفئ الشمس وريقاتولا تضحك لنسيم الصباحات هبة لنسيمات
ولا تسمع عصفورا يزقزق فرحا , فلم يعد هناك إلا نوح الحمامات !
تنوح في صيف بيروت وشتاء غزة ومن قبلها صبرا وشاتيلا وجنين ومن يسرد غيرها من المحارق والمجازر أيها الشطار؟؟؟
أم فقط على الأطفال في رياض المدارس أن يكون شطارا ولو كانت فصولهم في العراء أو في الخيام ؟؟!!
كم هو باهتلون الدولاروكم هي لعينة تلك الثقافة التي زرعتها بين أظهرنا الماسونية والفكر اليهودي المادي, المجير لصالح الصهونية. وكم هي مؤلمة تلك الرواية التي لازالت مشكلتها بلا حلولا زال هناك من يدفع ثمن كل أب بغيض نمرود لا يراعي حرمة المشاعروكل أم خبيثة ماكرةتريد أن تحثو الذهب وتلملمه في جيوبها كما العنزة الهبلى تأكل حتى تظنها من تخمتها أنها حبلىكم من المال يكفي إبن آدم ليمكل مسيرة حياته بسعادة ومودةدون حساب بنكي من ستة أصفار ؟هل بات على الشابأن يقضي عمره لا ليعيشهبل يكدح ويكد في مقتبله ليشبع عيني حماته وعمهويقضي ما تبقى منه في مسؤولية أهل زوجته قبل الأبناء والبنات والزوجةمتى تعاش الحياة إذن لو كان هذا هو منهج أهل الزوجة؟ أو الخطيبةمتى تعاش إذن لو كانت حسابات الأب أن يبيع إبنته بيعا في صفقة محمومةلا زواج مودة ورحمةمتى يرعوي هؤلاء بعد هذه الكارثة التي منيت بها الأمة.

رواية " زهرة اللوتس المرفهة ونبات الصبار العنيد "
رواية بيئية تهتم بالثروة النباتية وعدم هدر الطاقات بما لا يفيد !!!

رواية " عندما تبكي الشموع "
صراع الشموع على البقاء دون جدوى فدائما هناك من كارثة ودائما معضلة !!! حتى وصل الحال بالبحث عن جذور المشكلة لعل هناك ساحرا يرصد أبواب السعادة ألا تفتح !!!

رواية "ربطة عنق أندلسية "
ويل لأمة غيرت مبادئها , ويل لأمة تأكل مما لاتزرع وتلبس مما لا تصنع وتغش وتدلس بما تستورد أيضا وبدل أن تفخر بصناعاتها من الألبسة , يلحق العار بحثالة من الصناعيين والتجار الذين ينافقون ويأكلون الحرام صرفا دون رادع !!

رواية " شارع اليهود "
رواية تجارية ,إجتماعية تسرد التصرفات القذرة وتحكي سلوكيات عدد من التجار وممارستهم النصب والإحتيال , في وضح النهار دون رادع من أي سلطة أو رقيب ! في عدد من العواصم العربية.

رواية : " درهم ملوث وجيب مثقوب ودينار مشرد "
رواية إقتصادية حزينة جدا
صرخ الدرهم باكيا وكله إنكسار نفسي ومرارة ,أنظر ماذا فعلوا بي .. كم كنت نظيفا لامعا أزهو بنفسي ,مرغوا كرامتي بالوحل !
رد عليه الفلس الشريف بغرور شامتا , غدا سأكبر وسأصبح درهما ودينارا ومليارا من الدنانير وأنت تراوح في مستنقع الصراصير
ينتهبوك تارة ويمرغوك بالقاذورات النجسة تارة أخرى , أنت الذي إخترت لنهجك في العيش هذه الحياة التعسة وتركت فلسفة
كانت تطهرك وتمنحك عمرا ناصعا مديدا وإستثمارا أمثل ولولا أنني عشت في جيوب مثقوبة كنت الآن أكبر منك وأضخم !
رد عليهما الدينار الأصيل الحكيم المنهك وهو يرثي لحاله قبل حالهما , أصمتا كليكما أني أصرخ منذ مئات السنين دون
فائدة ... ولا زلت مشردا دون مأوى أو حضن آمن إلى أن وصل الحال بي إلى ما ترون ... تبا لك ايها الدرهم العاق ... تبا لك
أيها الفلس القزم , أغربا عن وجهي سأهاجر إلى ماليزيا .... لعلي أجد ولو كوخا صغيرا أسكن فيه
وأنجب أبرارا وذرية صالحة أفخر بهم ويرفعون من شأني وسمعتي بين الأمم.





رواية " سليمى وسليم "
يهود من نوع آخر !
رواية تهتم بالثروة الحيوانية , وحماية الصحة البشرية من أمراض " الزولتيك المتبادلة بين البشر وبعض الحيوانات الداجنة والغش القذر الذي يمارسه بعض أطباء أو من يدعي الطب البيطري , في وضح النهار ودون رادع جاد أو رقيب علمي متفحص لمتطلبات السوق وحاجياته في أحد العواصم العربية .

رواية " الحورية والفارس العربي "
قيس وليلاه في تباين فج , دراما حوار الحضارات بين الغرب الأوروبي والمشرق العربي.

رواية " حب تحت القصف "
إحدى أجمل قصص الحب بين زوجين جديدين في غزة لم يمض على زواجهما ثلاثة أشهر , تزوجا تحت وطأة الحصار , وأكملا شهر العسل تحت القصف المروع بإحتفالات رأس السنة الميلادية والهجرية لعام 2009 على الطريقة الصهيونية !!!

رواية " صراصير جائعة "
قصة الإنهيار الإقتصادي وأسباب وتداعيات الأزمة المالية والمصرفية العالمية !

رواية " حلاقي المثقف "
تحت التأليف إنتهينا من الفصول الأربعة ولا زالت بطور التكامل .

رواية " شهر عسل في الخيمة "
عندما لا يستطيع الكيان الصهيوني وعدوانه الغاشم , كسرة إرادة الشعب الفلسطيني البطل
قصة حب وزواج عاصرت نكبة حرب غزة ولم يتعطل مشروع الزواج الإسلامي الناجح.
أنتهيت من الفصل الأول فقط.

رواية " القطار "
الشتاء النووي القادم الذي يسبق حرب الحجارة إن لم تبادر دول العالم بالقضاء على الفلتان الصهيوني والماسوني في الإجرام وإمتصاص دم شعوب الأرض ! إنها تراجيديا ساخرة وسياحة في عواصم الثقافة العالمية لعل سكانها تعي ما يخطط لها في الظلام .

رواية " على بوابة الكوكب الأخر "
هروب من واقع الألم المعاش ... ولقاء مع أناس لا يقربون الشر !

رواية " أنا وإبليس .. لقاءات صحفية ساخنة "
هل هناك من يعطي إبليس بعض الدروس في الشر ويصيبه بالإحباط !
هل كانت الأفكار الشيطانية في بروتوكولات خبثاء صهيون فوق طاقة إبليس الشريرة !!! هذا ما سنعرفه من هذه اللقاءات الصحفية في هذه الرواية الساخرة.

رواية " مدرسة الطيبين "
الحل الحلم للقضية الفلسطينية ... ولإشكالية الصراع بين الخير والشر .... إنه مجرد حلم ...وأشياء أخرى بين السطور !!!
وقبل أن يأخذنا الحديث وتتوالى الأسطرونبدأ في فصول الرواياتونفتح ستارا ونغلق آخرفنبدأ بأجمل ما يمكن أن نبدأوبأسمى ما خلقنا له ولأجلهلنتعرف على الله جل جلالهونعرف عليه وعلى دينه ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى إخوانه ألأنبياء والمرسلينفي عدد من الروايات تطرقت لحوار الأديانوقد عانيت كثيرا من أكون عيسويأو موسويبل وفي بعضها أن أكون حسيني أو حسنيأو علويولكنني ما وجدت طريقة أمثل من أن يكون الجميعتحت لواءمحمديفي زمان التيههناك من وصل لقمة التقنياتغربا وشرقاوأغلبهم أجاد الإنجليزية أو هي لغته الأمإلى هؤلاء سوف يكون توجهنا
نحن من نعيش في الوسط العربي والإسلامينحن الأمة الناطقة بلغة القرآن الكريملدينا رسالة يجب ألا نتهاون فيهاوهي التعريف بالإسلامقبل أن نتعرف على أنفسناوهذا هو ما بدأت فيه في هذه الأسطرقبل أن أبدأ بنشر, سيرتي الذاتية وربما أنشرها فقط على موقعيلتتعرفوا على كاتب هذه الأسطر أو على سلسلة مدونة "مكتوب" إن سمحت لي الظروف أتمنى أن يكون تعارفنا لهدف أسمىوهو التكاتف والتعاون والتآزرفي طريق الدعوة إلى الله.
رحم الله كاتبه ومؤلفه ولا تنسوا منيرة الأتاسي من الدعاءرحم الله والديكم وكل من له فضل عليكم.
الرابط لملف الدعوة في الموقع :

وفي المدونة هو نفس هذه المقدمة يليه ملف الدعوة إلى الله جل جلاله , بالإنجليزية :
http://wwwsalaam-ingilahcom.blogspot.com/